واحدة من الليالى الرمضانية المباركة، وصاحبة الطقوس الخاصة فى الشهر الفضيل، هى ليلة القدر، وتعد الليلة ذات قدسية خاصة لدى المسلمين لاعتقادهم بأنها الليلة التى شهدت نزول الوحى على النبى (ص)، وأول آيات القرآن الكريم.
هى إحدى الليالى الوترية فى العشر الأواخر من شهر رمضان، جاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي محمد، وبحسب العديد من مواقع الفتوى الإسلامية، فإن ليلة القدر الأولى كانت بغار حراء والتى بدأ نزول القرآن فيها بسورة اقـرأ، وكانت ليلة أواخر شهر رمضان قـبل 13 سنة من الهجرة.
والقدر فى اللغة اسم مصدر من قدر الشىء يقدره تقديراً، وقيل إنه مصدر من قدر يقدر قدراً، عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور، وقيل: هو كون الشىء مساوياً لغيره من غير زيادة ولا نقصان، وقدر الله هذا الأمر بقدره قدراً: إذ جعله على مقدار ما تدعو إليه الحكمة، وقد سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما نقول: فلان ذو قدر عظيم أى: ذو شرف، نسبة إلى نزول الوحى والقرآن الكريم فيها.
يؤمن المسلمون أن الله عظم أمرَ ليلة القدر فقال {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أى أن لليلة القدر شأنًا عظيمًا، وبين أنها خير من ألف شهر فقال:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أى أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خيرًا من العمل فى ألف شهر. ومن حصل له رؤية شيء من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل له رؤيتها، ومن أكثر علماتها لا يظهر إلا بعد أن تمضي، مثل: أن تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها، أو حمراء، أو أن ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة، ومن اجتهد فى القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها فضل ثواب العبادة تلك الليلة، قال رسول الله :"من قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه" رواه البخاريّ.