نشاهد اليوم أحد شوارع القاهرة فى أربعينيات القرن العشرين وبالتحديد فى سنة 1941، وحتمًا عندما تشاهد هذه الصورة، لو لم أقل لك إنها من مصر ربما كان عقلك سيذهب إلى دولة أوروبية، والملاحظة الثانية أنك ستشعر باختلاف شديد بين الصورة التي تشاهدها وبين ما تراه الآن من زحام فى الشوارع.
لك أن تتخيل أنه فى سنة 1941 كانت الحرب العالمية الثانية فى أوج اشتعالها فى العالم، وحتما كان لها تأثير على مصر كبيرا، فقد كانت منطقة العلمين أرضا تدور فيها واحدة من أشهر المعارك، كما تعرضت مدينة الإسكندرية لبعض من الضربات الحربية.
ولنا أن نتأمل هنا الشارع الممتد، الذى يحافظ على نظامه وأمانه بصورة كبيرة، بالتأكد لم يكن ذلك موجودا فى أوروبا فى ذلك الوقت، نظرا لظروف الحرب.
كانت مصر فى تلك الفترة تحت حكم الملك فاروق آخر حكام أسرة محمد على باشا، بينما كان رئيس الوزارة حسين سرى باشا، ومن قبله كان على ماهر باشا الذى استطاع أن يحتفظ بمصر على الحياد تماما من الحرب العالمية الثانية وذلك لم يعجب الإنجليز، فتدخلوا لإبعاده.