بعد النجاحات التى حققها نابليون بونابرت فى أوروبا سرعان ما ظهرت تكتيكات حرب العصابات لمطاردته، خاصة بعدما احتل جيشه إسبانيا عام 1808، فقد قاوم الإسبان ونصبوا أكمنة للقوات الفرنسية، وكان المقاومون عادة ما يختفون بين السكان المدنيين.
وعلى الرغم من تدمير القرى الإسبانية، لم تستسلم القوات الإسبانية أبدًا، واضطر بونابرت بالاحتفاظ بمئات الآلاف من القوات فى إسبانيا، وأطلق بونابرت على التمرد المستمر فى إسبانيا اسم "القرحة الإسبانية"، وتم استخدام تكتيكات حرب العصابات المماثلة فى جنوب إيطاليا من قبل الأشخاص الذين عارضوا بونابرت، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع لايف ساينس.
لكن أسوأ هزيمة لبونابرت جاءت عندما حاول غزو روسيا عام 1812، مع أكثر من 400 ألف جندى، نجح بونابرت فى الاستيلاء على موسكو، ولكن النصر لم يدم طويلاً، تم تدمير جزء كبير من المدينة، ومع نفاد الإمدادات، اضطر بونابرت إلى التراجع، وفقد العديد من الرجال خلال التراجع إلى الشتاء القاسى وسوء التغذية والمرض والهجمات الروسية.
وبحلول عام 1813، كان بونابرت فى موقف دفاعى، حيث قامت قوات من روسيا وبريطانيا العظمى وإسبانيا والنمسا وبروسيا بدفع قواته تدريجياً نحو فرنسا، وفى عام 1814، غزت قوات من تلك الدول فرنسا، ووصلت باريس فى أبريل، وأجبرت بونابرت على التنازل عن العرش، وأرسلته إلى المنفى فى جزيرة إلبا فى البحر الأبيض المتوسط.