توفى الخليفة أبو بكر الصديق فى سنة 13 هجرية وخلف من بعده الفاروق عمر بن الخطاب، فكيف كان ذلك، وما أول قرار اتخذه ابن الخطاب فى شأن المسلمين، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه":
كانت وفاة الصديق رضى الله عنه فى يوم الاثنين عشية، وقيل: بعد المغرب، ودفن من ليلته، وذلك لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة بعد مرض خمسة عشر يوما.
وكان عمر بن الخطاب يصلى عنه فيها بالمسلمين، وفى أثناء هذا المرض عهد بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب، وكان الذى كتب العهد عثمان بن عفان، وقرىء على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا.
فكانت خلافة الصديق سنتين وثلاثة أشهر، وكان عمره يوم توفى ثلاثا وستين سنة، للسن الذى توفى فيه رسول الله ﷺ وقد جمع الله بينهما فى التربة، كما جمع بينهما فى الحياة، فرضى الله عنه وأرضاه.
قال محمد بن سعد، عن أبى قطن عمرو بن الهيثم، عن ربيع بن حسان الصائغ قال: كان نقش خاتم أبى بكر (نعم القادر الله).
وهذا غريب.
فقام بالأمر من بعده أتم القيام الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
وهو أول من سمى بأمير المؤمنين.
وكان أول من حياه بها المغيرة بن شعبة، وقيل: غيره كما بسطنا ذلك فى ترجمة عمر بن الخطاب وسيرته التى أفردناها فى مجلد، ومسنده والآثار المروية مرتبا على الأبواب فى مجلد آخر ولله الحمد.
وقد كتب بوفاة الصديق إلى أمراء الشام مع شداد بن أوس، ومحمد بن جريح، فوصلا والناس مصافون وجيوش الروم يوم اليرموك كما قدمنا، وقد أمر عمر على الجيوش أبا عبيدة حين ولاه وعزل خالد بن الوليد.
وذكر سلمة عن محمد بن إسحاق: أن عمر إنما عزل خالد لكلام بلغه عنه، ولما كان من أمر مالك بن نويرة، وما كان يعتمده فى حربه.
فلما ولى عمر كان أول ما تكلم به أن عزل خالدا، وقال: لا يلى لى عملا أبدا.