رحل أمس الموسيقار المصرى العالمى عبده داغر، واحد من الموهبين الكبار، وأشهر العازفين على آلة الكمان فى مصر، وربما فى العالم، حقق شهرة عالمية لم يحقق مثلها داخل مصر، وقد كانت حياته ملهمة لخيرى شلبى، الذى يعد واحدا من أفضل الروائيين المصريين والعرب، فقدمه فى عام 2002 فى رواية بديعة بعنوان صهاريج اللؤلؤ.
تدور الرواية عن شاب مبدع يدعى عبد البصير الصوفانى، كان والده الفنان السابق وصاحب ورشة تصليح الآلات الموسيقية يرغمه على عدم تعلقه بالكمان وبالموسيقى.
لكن الصبى لم يستسلم لإرادة أبيه، ويهرب من البيت للعمل مع إبراهيم أفندى غطاس فى الأفراح والموالد، ولم يستطع مقاومة شغفه حتى أصبح يملك مهارة شيطانية فى "الركوزات" والنقلات واللعب بالقوس وامتطاء المقامات أدهشت كل من سمع عزفه على آلة الكمان، فدخل "كار العازفين من وسعه بمُره وحلوه".
ثم يحاول البطل اقتحام عالم كبار النجوم والمطربين لكنه يتعرض للاضطهاد من قبل زملاء المهنة كونه غير حاصل على شهادة من أحد معاهد الموسيقى، وإصراره على تمصير لغة آلة الكمان من خلال "ضبطة مصرية" خاصة.
وتدور به الأيام والليالى ثم يقابل سعدية المليجى التى يقع فى غرامها لكنه يتزوج بشكل غير مفهوم من منال الطالبة بالمرحلة الإعدادية، ثم يعرف بوفاة سعدية المليجى فى يوم زفافه.
تتوالى الأحداث المثيرة التى تتسارع وتيرتها فى الثلث الأخير من الرواية وتتباطأ فى نصفها الثاني، إذ يؤسس عبد البصير فى النهاية فرقة الموسيقى العربية التى تنال شهرة فائقة ويطوف معها بلدان العالم الواسعة لينال ما يستحق من شهرة وتقدير.