الغراب من أشهر الطيور فى الثقافة الشعبية لكثير من الحضارات، منها الحضارة الإسلامية والحضارة المصرية، ومؤخرا، قالت دراسة ألمانية إن هناك نقاط ذكاء عند الغربان تشابه "إنسان الغاب".
وفى الدراسة، حسبما ذكرت وكالات الأنباء، فقد قارن علماء من جامعة أوسنابروك ومعهد ماكس بلانك للبحث العلمى فى برلين المهارات الجسدية والاجتماعية للغربان بمهارات الشمبانزى وسلالة القردة العليا أو المعروفة بـ"إنسان الغاب"، وفق بيان أصدرته جامعة أوسنابروك.
الغراب فى الثقافات والتراث
الإغريق
لم يكن الإغريق يسمحون للغربان أن تحط فوق مجمع المعابد (الأكروبوليس) لاعتقادهم بأن ذلك فألا سيئا، وأن هبوط الغراب على سطح أحد المنازل هو نذير بموت أحد سكانه.
وتبنَّى الرومان هذا الاعتقاد، وأضافوا إليه اعتقاداً آخر يقول إن الغراب إذا مشى متبختراً على الرمال ذهاباً وإياباً، فإنه يستدعى بذلك سقوط الأمطار!.
وبعض الأوروبيين حتى اليوم يعتقدون أن نعيق الغراب هو نذير بالموت، وذهب السويديون مذهباً غير بعيد عن ذلك، فاعتقدوا أن الغربان أشباح الناس الذين ماتوا قتلاً.
بعض سكان كولومبيا يعتقدون أن من يسكن الغراب روحه سيمتلك القدرة على التنبؤ بالموت وأحوال الجو.
وفى الأساطير الصينية، هناك الغراب ذو الأرجل الثلاثة الذى يعيش فى قلب الشمس، وتمثل أرجله الثلاث الأوقات المختلفة من النهار: الصباح والظهيرة والمساء.
ويَعُدُّ اليابانيون الغراب طيراً عظيم الدلالة على إرادة السماء وتدخلها المباشر فى شئون الإنسان.
فى القرآن الكريم
كان للغراب حضور قوى ولافت فى قصة هابيل وقابيل والتى وردت فى سورة المائدة، فبعد قتل "هابيل" وقف قابيل عاجزا عن الفعل، فبعث الله إليه غراببين تقاتلا فقتل أحدهما الآخر، ثم حفر فى الأرض ودفنه يقول الله تعالى "فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِى سَوْءَةَ أَخِى ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ".
لكن الحديث الشريف حسبما ورد فى صحيح مسلم، عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أربع كلهن فاسق يقتلن فى الحل والحرم الحدأة والغراب والفأرة والكلب العقور".
العهد القديم
تظهر صورة الغراب مغادرا سفينة نوح للبحث عن اليابسة باعتباره دليلا جيدا "وَأَرْسَلَ الْغُرَابَ، فَخَرَجَ مُتَرَدِّدًا حَتَّى نَشِفَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ." (تك 8: 7).
وفى مرويات مختلفة فإن نوح أرسل الغراب أولا وتردد ليعود إلى السفينة، بينما فى مرويات أخرى فإن الغراب هو الذى غادرها ولم يعد إليها فدل نوح على أن ثمة يابسة يقترب منها.