عاشت الشاعرة نازك الملائكة بين عامى 1923 ـ 2007، وهى من مواليد بغداد فى بيئة ثقافية وتخرجت فى دار المعلمين العالية عام 1944م، دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت فى قسم الموسيقى عام 1949، وفى عام 1959 حصلت على شهادة ماجستير فى الأدب المقارن من جامعة ويسكونسن-ماديسون فى أمريكا، وعينت أستاذة فى جامعة بغداد وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت.
اختار لها والدها اسم نازك تيمنا بالثائرة السورية نازك العابد، التى قادت الثوار السورين فى مواجهة جيش الاحتلال الفرنسى فى العام الذى ولدت فيه الشاعرة نازك الملائكة.
عاشت الشاعرة نازك الملائكة فى القاهرة منذ 1990 فى عزلة اختيارية وتوفيت بها فى 20 يونيو 2007 عن عمر يناهز 83 عاما، بسبب إصابتها بهبوط حاد فى الدورة الدموية ودفنت فى مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة.
صدر لنازك الملائكة ديوان "عاشقة الليل 1947" نشر فى بغداد وهو أول أعمالها، و"شظايا الرماد" عام 1949، و"قرارة الموجة" عام 1957، و"شجرة القمر" عام 1968، و"ويغير ألوانه البحر" عام 1970، و"مأساة الحياة وأغنية للإنسان" عام 1977، و"الصلاة والثورة" عام 1978.
يعتقد الكثيرون أن نازك الملائكة هى أول من كتبت الشعر الحر فى عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر فى الأدب العربى.
كما كتبت نازك الملائكة عدة كتب نقدية وهى : "قضايا الشعر الحديث" عام 1962، و"التجزيئية فى المجتمع العربى" عام 1974م، و "سايكولوجية الشعر" عام 1992، و"الصومعة والشرفة الحمراء".
قصيدة (أنا)
الليلُ يسألُ من أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهى بالسكونْ
ولفقتُ قلبى بالظنونْ
وبقيتُ ساهمةً هنا
أرنو وتسألنى القرونْ
أنا من أكون؟
والريحُ تسأل من أنا
أنا روحُها الحيران أنكرنى الزمانْ
أنا مثلها فى لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإِذا فضاءْ!
والدهرُ يسألُ من أنا
أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوى عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضى البعيدْ
من فتنةِ الأمل الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لى أمسًا جديدْ
غَدُهُ جليد
والذاتُ تسألُ من أنا
أنا مثلها حيرَى أحدّقُ فى ظلام
لا شيءَ يمنحُنى السلامْ
أبقى أسائلُ والجوابْ
سيظَل يحجُبُه سراب
وأظلّ أحسبُهُ دنا
فإذا وصلتُ إليه ذابْ
وخبا وغابْ