اعتنى المسلون بكتابة المصاحف وإخراجها فى أبدع صورة، وذلك لأن القرآن الكريم هو المصدر الأزلى للتشريع فى الإسلام، فهو كلام الله المتعبد بتلاوته الذى أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الكتاب الحق الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولهذا ننشر فيديو لمجموعة من المصاحف بجميع أشكاله ضمن معروضات متحف الفن الإسلامى.
فقد تنوعت أشكال وكتابات المصاحف التى نلاحظها فى مقتنيات متحف الفن الإسلامى، حيث ساعدت العناية بكتابة القرآن الكريم بشكل كبير فى تطوير الخط العربى، فقد تنافس الخطاطون فى كتابة المصاحف فأخرج كل منهم أفضل ما عنده، حتى أصبحت اللغة العربية والخط العربى أحد أهم سمات الحضارة الإسلامية، وكذلك وضعت له القواعد والأسس الخاصة مما جعل الفنان يبدع فى تنفيذه خطًا زخرفيًا باعثًا للبهجة والسرور.
متحف الفن الإسلامى له مدخلان أحدهما فى الناحية الشمالية الشرقية والآخر فى الجهة الجنوبية الشرقية، وتتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية فى مصر بمختلف عصورها.
وتعود قصة المتحف إلى 28 ديسمبر عام 1903 حيث تم افتتاح المتحف لأول مرة، خلال عهد الخديوى عباس حلمى الثانى، وكان الهدف من إنشائه جمع الآثار والوثائق الإسلامية من العديد من أرجاء العالم مثل مصر، وشمال أفريقيا، والشام، والهند، والصين، وإيران، وشبه الجزيرة العربية، والأندلس.
بدأت الفكرة فى عصر الخديوى إسماعيل وبالتحديد عام 1869م، لكن ظلت قيد التنفيذ حتى عام 1880 فى عهد الخديوى توفيق، وبالفعل بدأ التنفيذ عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التى ترجع إلى العصر الإسلامى فى الإيوان الشرقى لجامع الحاكم بأمر الله.