لم يكن محمد على باشا (1769- 1849) رجلاً بسيطًا بل كان عقلية كبيرة منظمة وتعرف أهدفها بصورة جيدة وربما يرجع ذلك إلى كونه فى الأصل كان يعمل تاجرًا، والتجارة تعنى حسبان المكسب والخسارة قبل الإقدام على أى تصرف، كما أنها تعنى أيضًا حب المغامرة حين يشعر باقتراب المكسب.
وتمر اليوم، ذكرى تولى محمد على باشا حكم مصر فى سنة 1805 بعدما ثار المصريون على الحكام السابقين له بعد خروج الحملة الفرنسية، حيث جاء محمد على إلى مصر ضمن الجيش العثمانى لتحرير مصر من قبضة الفرنسيين، وهو من مواليد مدينة قولة فى اليونان وبحسب كتاب "محمد على باشا بدايات قاسية ومجد عظيم" لـ نشأت الديهى، أنه بعد زواج الباشا من إحدى السيدات الثريات من قرية "نصرتلى" تدعى السيدة أمينة، بدأ رحلته مع تجارة التبغ من خلال صديق فرنسى، وأصبح كثير الترحال والتنقل بين المدن والمناطق لإدارة تجارته التى درت عليه أموالا طائلة.
ويوضح الكتاب أن تلك التجارة اهتم بها اهتمامًا خاصًا، وأصبح تاجرًا كبيرًا للتبع وأصبحت التجارة فى قلبه وعقله.
ووقد كانت جميع مشاريع محمد على باشا ناجحة لأنه فكر فيها بطريقة التجارة الرائجة ومن ذلك أفكاره عن الاحتكار والزراعة والصناعة وحتى التعليم والعمل على انتشاره.