جاءت السنة الخامسة عشرة من الهجرة النبوية الشريفة، وكانت سنة دالة على قوة الدولة الإسلامية، حيث وقعت فيها أحداث كثيرة، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة خمس عشرة".
وفيها كانت وقعة مرج الروم، وذلك لما انصرف أبو عبيدة وخالد من وقعة فحل قاصدين إلى حمص حسب ما أمر به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، كما تقدم فى رواية سيف بن عمر، فسارا حتى نزلا على ذى الكلاع.
فبعث هرقل بطريقا يقال له: توذرا فى جيش معه، فنزل بمرج دمشق وغربها، وقد هجم الشتاء فبدأ أبو عبيد بمرج الروم.
وجاء أمير آخر من الروم يقال له: شنس، وعسكر معه كثيف، فنازله أبو عبيدة فاشتغلوا به عن توذرا، فسار توذرا نحو دمشق لينازلها وينتزعها من يزيد ابن أبى سفيان، فاتبعه خالد بن الوليد وبرز إليه يزيد بن أبى سفيان من دمشق، فاقتتلوا وجاء خالد وهم فى المعركة، فجعل يقتلهم من ورائهم، ويزيد يفصل فيهم من أمامهم، حتى أناموهم، ولم يفلت منهم إلا الشارد.
وقتل خالد توذرا، وأخذوا من الروم أموالا عظيمة فاقتسماها، ورجع يزيد إلى دمشق، وانصرف خالد إلى أبى عبيدة فوجده قد واقع شنس بمرج الروم، فقاتلهم فيه مقاتلة عظيمة حتى أنتنت الأرض من زهمهم.
وقتل أبو عبيدة شنس وركبوا أكتافهم إلى حمص، فنزل عليها يحاصرها.