يعانى الفلسطينيون جراء العدوان الإسرائيلى، وقد حرص العديد من الكتاب العرب أن يجعلوا من الكتابة عن الأرض المحتلة واجبا ثقافيا، ومن ذلك كتاب "تاريخ فلسطين الحديث" للكاتب الفلسطينى الدكتور عبد الوهاب الكيالى (1939- 1981).
ويؤرخ الكتاب للحقبة الفلسطينية منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى نهاية ثورة 1936، وصدرت الطبعة الأولى للكتاب فى تسعينيات القرن الماضى، وفيه:
"فى فلسطين عرف العرب قمة التحدى، وعلى أرض فلسطين سوف يتقرر المستقبل العربى، فى فلسطين يواجه العرب قضيتهم المصيرية الكبرى، ومع ذلك فلا مفر من الإقرار بأننا -شعباً وأمة- لا نزال بعيدين عن تحسس خطورة هذه القضية وجوانبها المختلفة والعيش معها إلى المدى المطلوب. وأن نعيش هذه القضية يعنى إلى حد معين الاطلاع على تاريخها ومتابعة مراحلها ومواكبة خط تطورها لنلتقط من خلال ذلك كله الملامح الرئيسية لصورتها الشاملة، فاستلهام الماضي، إذا تم على صورته الصحيحة، يشكل حافزاً للنضال وعاملاً من عوامل الثبات والتقدم. فمعرفة التاريخ شرط أساسى من شروط معرفة النفس، ومعرفة النفس ضرورة لا بد منها لمجابهة التحديات والتغلب عليها".
ويضيف الكتاب: "كذلك فإن معرفة الشعوب الثائرة لما فيها والواعية على حاضرها تساعدها على تخطى ذاتها وإحراز النصر فى معاركها التاريخية، وهذا الكتاب الذى بين أيدينا يقدم دراسة جادة وشاملة لتاريخ فلسطين الحديث، وهو لا يزال ومنذ صدوره وحتى يومنا هذا يلقى ترحيباً. وإقبالاً عليه من الأوساط الأكاديمية والوطنية العربية. وذلك لما اتبع فيه المؤلف من منهج ملتزم ورؤية واعية واستناد إلى المصادر الأولية والوثائق الرسمية البريطانية والإسرائيلية.
ولإحاطة المؤلف بجميع جوانب التاريخ الفلسطينى الحديث قسم دراسته إلى ثمانية فصول ومجموعة ملاحق الفصل الأول: لمحة جغرافية وتاريخية، الفصل الثانى المقاومة العربية الفلسطينية قبل الحرب العالمية الأولى، الفصل الثالث: الحرب العالمية الأولى المؤامرات الاستعمارية ضد الوحدة العربية وعروبة فلسطين. الفصل الرابع: من الامتلاك البريطانى إلى ثورة العشرين، الفصل الخامس، مرحلة التبلور 1920-1923. النص السادس: جدوى وركود 1923-1929. الفصل السابع ما قبل العاصفة 1930-1935. الفصل الثامن الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939. هذا ويضم الكتاب مجموعة من الملاحق الخاصة جاءت تحت عنوان: ملحق إحصائي، ملحق وثائقى فهارس؟".