يعد فتح بيت المقدس فى السنة الخامسة عشرة من الهجرة النبوية واحدا من الأحداث المهمة فى التاريخ الإسلامى، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "فتح بيت المقدس على يدى عمر بن الخطاب":
ملخص ما ذكره أبو جعفر بن جرير أن أبا عبيدة لما فرغ من دمشق كتب إلى أهل إيليا يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، أو يبذلون الجزية، أو يؤذنون بحرب، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم فى جنوده، واستخلف على دمشق سعيد بن زيد، ثم حاصر بيت المقدس وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح، بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
فكتب إليه أبو عبيدة بذلك فاستشار عمر الناس فى ذلك فأشار عثمان بن عفان بأن لا يركب إليهم، وأشار على بن أبى طالب بالمسير إليهم ليكون أخف وطأة على المسلمين فى حصارهم بينهم.
وسار بالجيوش نحوهم واستخلف على المدينة على بن أبى طالب، وسار العباس بن عبد المطلب على مقدمته.
ثم سار حتى صالح نصارى بيت المقدس، واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث، ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذى دخل منه رسول الله ﷺ ليلة الإسراء.
ويقال: إنه لبى حين دخل بيت المقدس، فصلى فيه تحية المسجد بمحراب داود، وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة من الغد، فقرأ فى الأولى بسورة ص، وسجد فيها والمسلمون معه، وفى الثانية بسورة الإسراء، ثم جاء إلى الصخرة فاستدل على مكانها من كعب الأحبار، فأشار عليه كعب أن يجعل المسجد من ورائه، فقال: ضاهيت اليهودية، ثم جعل المسجد فى قبلى بيت المقدس وهو العمرى اليوم، ثم نقل التراب عن الصخرة فى طرف ردائه وقبائه، ونقل المسلمون معه فى ذلك.