"آن بولين" ملكة إنجلترا وعشيقة هنرى الثامن .. ظالمة أم مظلومة

تمراليوم الذكرى الـ475، على وفاة الملكة آن بولين، زوجة هنرى الثامن ملك إنجلترا وأم ابنته الملكة إليزابيث الأولى، وذلك فى 19 مايو عام 1536، وهى ملكة إنجلترا والزوجة الثانية للملك هنرى الثامن، ووالدة الملكة إليزابيث الأولى ومركيزة بيمبروك. كان لزواجها من هنرى وإعدامها لاحقًا دورٌ فى جعلها شخصية رئيسية فى الاضطرابات السياسية والدينية. حكم هنرى الثامن إنجلترا منذ عام 1509 حتى وفاته عام 1547، انفصل هنرى خلال فترة حكمه عن كنيسة روما الكاثوليكية متحدياً السلطة الباباوية، وطالب بحقّه فى عرش فرنسا، وتزوج من ست نساء، قطع رأس اثنتين منهن، إحداهن كانت آن بولين. أثناء ارتباطه بزوجته الأولى كاثرين الأرغوانية، كان لدى الملك عشيقة من أسرة نبيلة تدعى "مارى بولين"، وقد ظلَّ هنرى الثامن متيماً بها إلى أن التقى بأختها الأصغر "آن" فى إحدى المرات ببلاطه الملكي، ومنذ ذلك اليوم بدأت مساعى الملك المحمومة لإغواء آن دون جدوى. وبحسب بعض المراجع، إنه على الرغم من أن مارى كانت أكثر جاذبية من أختها، لكن يبدو أن "آن" كانت أكثر طموحًا وذكاءً، عندما اهتم الملك بـ آن، ورفضت أن تصبح عشيقته، وبحلول منتصف عام 1527، كان هنرى مصممًا على الزواج منها، وأعطاه هذا حافزًا إضافيًا لإلغاء زواجه من كاثرين أراغون. كانت "آن" فتاة مثقفة متعددة المواهب، تجيد الرقص والغناء والعزف على آلة الفلوت، وتبرع فى الخطابة والفلسفة، كما أن جمالها وحضورها الطاغى جعل جميع شبان البلاط يتنافسون عليها، وقد كان الملك هنرى من بين المتنافسين، إلا أن آن لم تكن لترضى بدور العشيقة كما فعلت أختها، وكان شرطها الوحيد للقبول بالملك الذى بقى فترة طويلة يتودَّد إليها محاولاً إيقاعها بشباكه هو أن تصبح ملكته. رغبة هنرى فى الانفصال عن زوجته الأولى كاثرين لم يكن سببها حبه لآن فقط، بل رغبته الشديدة أيضاً فى إنجاب وريث لعرشه، فقد أجهضت كاثرين عدة مرات، ومات أطفالها الذكور كلهم بعد أيام من إنجابهم، ولم ينج سوى ابنةٍ وحيدة هى ماري، التى لم تكن تصلح لولاية العهد بنظر والدها الملك. إلا أنَّ زواج هنرى الثامن مرة أخرى إلى جانب زوجته الأولى كاثرين يعتبر مخالفة صريحة للتعاليم المسيحية الكاثوليكية، وكذلك إلغاء زواجه من كاثرين. وفى سبيل حصول التماس من بابا الكنيسة الكاثوليكية فى روما يسمح للملك بإلغاء زواجه من كاثرين والارتباط بآن، خاض هنرى الثامن العديد من الحروب التى أفضت إلى انفصال كنيسة إنجلترا عن كنيسة روما والسلطة الباباوية، وحل الأديرة وتعيين هنرى لنفسه رئيساً لكنيسة إنجلترا. هناك عدة روايات حول نهاية آن بولين واتهامها بالزنا، وزنا المحارم، فبعض المؤرخين يقولون إن هذه الاتهامات التى وُجهت لها ما هى إلا مكائد نسجها وزير الملك آنذاك، توماس كرومويل. فبالرغم من أن العلاقة كانت طيبة بين آن بولين وكرومويل فى البداية، فإنهما اختلفا حول سياسة إنجلترا الخارجية، إذ كانت آن تميل إلى توطيد العلاقات مع فرنسا على عكس كرومويل، الذى يفضل توطيد العلاقات مع روما. وبما أن آن كانت تشكل تهديداً مباشراً لوزير الملك، سعى كرومويل إلى تشويه صورتها بأعين الملك بعد تلفيق تهم الزنا لها مع أحد النبلاء المقربين منها، وموسيقى وشاعر، ومع سائس الملك الخاص، بالإضافة إلى وجود علاقة محرمة بينها وبين أخيها جورج بولين. إلا أن بعض المؤرخين يجدون أنه لا علاقة لوزير الملك بتلك الاتهامات التى كانت مجرد دراما زوجية ملكية، من تأليف هنرى الثامن، دفعت آن بولين حياتَها فى النهاية ثمناً لها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;