تمر، اليوم، الذكرى الخمسين على إقامة أول احتفال بيوم مالكوم إكس أو ذكرى ميلاده؛ وهو يوم عطلة فى بعض ولايات الاتحاد الأمريكى الشمالى تخليداً وتكريماً لمسيرة الدّاعية الإسلامى، وذلك فى 19 مايو عام 1971، وهو داعية إسلامى ومدافع عن حقوق الإنسان أمريكى من أصل أفريقى، وجه الاتهامات لأمريكا والأمريكيين البيض بأنهم ارتكبوا أفظعَ الجرائم بحق الأمريكيين السود.
وبالنسبة لمحبيه، كان مالكوم إكس رجلاً شجاعاً يدافع عن حقوق أصحاب البشرة السمراء، ويوجِّه الاتهامات لأمريكا والأمريكيين البيض بأنهم ارتكبوا أفظعَ الجرائم بحق الأمريكيين السود، وأما أعداؤه ومبغضوه فهم يتهمونه بأنه داعية للعنصرية وسيادة السود والعنف. وقد وُصف مالكوم إكس بأنه واحد من أعظم الأفريقيين الأمريكيين وأكثرهم تأثيراً على مر التاريخ.
فى عام 1946 اعتقل عدة مرات بتهمة حمل السلاح والسرقة والسطو والسرقة، وفى السجن انضم مالكوم إكس إلى حركة أمة الإسلام، وعندما أُطلق سراحه عام 1952م ذاع صيته واشتهر بسرعة، حتى صار واحداً من قادة الحركة.
وبعد عقد من الزمان تقريباً، صار مالكوم إكس المتحدث الإعلامى لهذه الحركة، لكن بسبب وقوع خلاف بينه وبين رئيس الحركة إلايجا محمد، ترك مالكوم إكس الحركة فى مارس 1964م. سافر مالكوم إكس بعد ذلك فى رحلة إلى أفريقيا والشرق الأوسط، كما أدى مناسك الحج، ثم عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فأنشأ المسجد الإسلامى ومنظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية.
وفى شهر فبراير سنة 1965م، أى بعد أقل من سنة من تركه لحركة أمة الإسلام، قام باغتياله ثلاثةٌ من أعضاء الحركة.
تحولت أفكار مالكوم إكس ومعتقداته تحولاً جذرياً خلال حياته، فعندما كان متحدثاً باسم حركة أمة الإسلام كان ينشر أفكار التفرقة بين الأمريكيين البيض والسود، ويُحرض السود على البيض ويغذى أفكار العنصرية لديهم، وأما بعدما ترك الحركة عام 1964م، فإنه يقول فى ذلك: "لقد قمتُ بالعديد من الأمور التى آسَفُ عليها إلى الآن، لقد كنتُ شخصاً متبلد الإحساس آنذاك، أُوجَّه نحو طريق معين وأسير فيه".
ويبدو أن "مالكوم إكس" رمزا لتنظيم طالبان وأبا روحيا للجماعات المتطرفة، ففى رسالة لقائد تنظيم القاعدة الإرهابى، أيمن الظواهري، وجهت للرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما بعد انتخابه، بثها موقع "سايت" المتخصص فى رصد المواقع الإسلامية نقلا عن موقع السحاب الإكترونى الذى يعتبر لسان حال تنظيم القاعدة، مخاطبا الرئيس الأميركى المنتخب "صدق فيك وفى كولن باول و(كوندوليزا) رايس وامثالكم قول مالك الشهباز (مالكولم اكس) رحمه الله عن عبيد البيت".
وتخلل الرسالة الصوتية للظواهرى مشاهد فيديو لمالكولم اكس وهو يلقى خطبة قسم فيها الزنوج خلال فترة العبودية فى الولايات المتحدة إلى قسمين هما زنوج البيت وزنوج الحقل، ويظهر مالكولم إكس فى الشريط، وهو يقول إن "زنجى البيت كان دوره الاعتناء بسيد البيت، فإذا حاد زنوج الحقل عن الخط كان زنجى البيت يعيدهم إليه" لأن هذا العمل كان يؤمن له معيشة أفضل من زنوج الحقل.