تمر اليوم الذكرى 753 على دخول جيوش المماليك بقيادة الظاهر بيبرس مدينة أنطاكية، حيث نجحت الجيوش الإسلامية فى استرداد المدينة من يد الصليبيين، بعد أن ظلت بأيديهم لمدة 170 سنة، تمكن بيبرس من الانتصار على الفرنجة فى أنطاكية بعد بسط سيطرته على الدولة المملوكية فى مصر.
وبحسب كتاب "نيابة طرابلس الشام فى عصر سلاطين المماليك (688 –922هـ/ 1289– 1516م)" للدكتور شريف عبد الحميد محمد عبد الهادى، فقد كانت أنطاكية مدينة كبيرة قوية التحصين، سبق أن عجز الأباطرة البيزنطيون أنفسهم عن أخذها من الصليبين، لذلك أختار بيبرس أن يكتب إلى الصليبيين فى أنطاكية يدعوهم وينذرهم بالزحف عليهم، وفاوضهم فى ذلك مدة ثلاثة أيام وهم لا يجيبون.
وبدأ "بيبرس" بمهاجمة المدينة حتى نجح فى اقتحامها وعندئذ فرت الحامية التى تقدر بثمانية آلاف إلى القلعة وأرسلوا يطلبون الأمان فأمنهم السلطان، وهكذا تم استيلاء بيبرس على أنطاكية فى رمضان سنة 666 هـ، أواخر مايو 1268م، فدمرها وأحرق قلعتها وقتل كثيرا من أهلها، ثم قام بكتابة رسالة إلى بوهيمند السادس أميرها وأمير طرابلس يخبره بما حل بمدينته ورجاله.
ومهما يقال عن عدد الأسرى والقتلى وحجم الغنائم فإنه لم يبق من الإمارات الصليبية فى الشرق سوى طرابلس، وبذلك فقد كان سقوط أنطاكية على يد بيبرس إيذانا بانهيار البناء الصليبى فى الشام، وإعلانا لحركة الجهاد الكبرى التى شنها سلاطين المماليك ضد الصليبين.
ويذكر كتاب "تاريخ أبى الفداء 1-2 المسمى المختصر فى أخبار البشر ج2" لصاحبه الملك المؤيد إسماعيل أبى الفداء، فأن الجيوش سارت إلى أنطاكية مستهل شهر رمضان، وزحفت العساكر الإسلامية ناحية المدينة، فملكوها بالسيف، وفى يوم السبت رابع شهر رمضان من هذه السنة، وقتلوا أهلها وسبوا ذراريهم، وغنموا منهم أموالا جليلة.
ويرى كتاب "رجال لهم تاريخ" للكاتب أسامة حسن، أن استيلاء المسلمين على أنطاكية سنة 1268م، أعظم فتح حققه السلطان بيبرس والمسلمون على الصليبيين منذ استيلاء صلاح الدين الأيوبى على بيت المقدس (القدس حاليا)، سنة 1187م، وهو الانتصار الذى ادى أدى هذا الانتصار إلى طلب العفو والرضا من السلطان بيبرس من جانب صاحب عكا الذى أسرع إلى طلب الصلح وأرسل إلى السلطان بيبرس الهدايا وتم الاتفاق على هدنة لمدة عشر سنوات.