تمر اليوم، الذكرى الـ162 على ميلاد الكاتب والطبيب الأسكتلندى السير آرثر كونان دويل، مبدع الشخصية المشهورة التى عرفها العالم "شرلوك هولمز" إذ ولد فى 22 مايو من عام 1859م، والذى عرف أيضا بابتكاره لشخصية البروفيسور "تشالنجر"، وكان غزير الكتابة تأبدع قصص فنتازيا وخيال علمى، ومسرحيات، وروايات رومانسية وواقعية وتاريخية.
لكن شخصية شرلوك هولمز الشهيرة، والتى أصبحت أيقونة عالمية فى عالم الفن والإبداع، تلك الشخصية غريبة الأطوار والمنطقية فى الوقت ذاته، فهل هى شخصية خيالية من إبداع المؤلف دون أن يكون قد استند على شخص ما، أم هناك شخصية استهلم منها المؤلف شخصيته الأثيرة؟
وبعد أكثر من قرن من الزمان على ظهور شيرلوك هولمز على الورق، تشير الأدلة إلى أن شخصية هولمز استندت على شخصين، وربما على المؤلّف نفسه.
فى الثامنة عشر من عمره، كان دويل يتخصّص فى مجال الطب، فى جامعة Edinburgh عام 1877، ولفت انتباهه بروفيسور اسمه "جوزيف بيل" على الفور، فقد كانت محاضراته مسلّية ورائعة، وباستخدام قدراته الاستنباطية المذهلة، كان يعطى استنتاجات فوريّة عن مرضاه.
ووفقاً لدويل نفسه، كما هو مكتوب فى سيرته الذاتية، "كانت قوة جوزيف تكمن فى قدرته على التشخيص، ليس فقط بالنسبة لتشخيص الأمراض، بل المهن والأطباع أيضاً".
فى السنة الثانية، بدأ "دويل" بالعمل فى عيادة "بيل" وكان يأخذ الملاحظات الأساسية للمرضى الذين يزورونه ويقدمها لبيل، وبعد عشر سنوات، عندما بدأ دويل بالكتابة، اتّخذ هذه المهارات الرائعة التى يظهرها بيل، وجسّدها فى شخصية شيرلوك هولمز، وقد اعترف دويل بذلك، وفى مقابلة فى وقت لاحق، وفقاً لسيرة حياته، قال دويل: "شيرلوك هولمز هو تجسيد لذكرياتى عن أستاذ الطب فى جامعة Edinburgh.
فى حين كانت هناك عناصر رئيسية من الدكتور جوزيف بيل فى شيرلوك هولمز، إلا أنه لم يكن الملهم الوحيد، فالفضل يعود أيضاً إلى ليتل جون، عالم الطب الشرعى الشهير فى Edinburgh، ومفتّش الصحة العامة فى إعطاء هولمز بعض من شخصيته.
كان ليتل جون مسؤولاً بارزاً فى التحقيقات فى أى حادث أو وفاة مأساوية أو جريمة قتل تقع فى Edinburgh، وقد ساعد ليتل جون فى استخدام البصمات والأدلة الفوتوغرافية فى التحقيقات الجنائية، كما أحدث ثورة فى طريقة حل القضايا، وفى الوقت عينه، كان دويل قد بدأ بتصوّر شخصية هولمز، أى فى ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر.