نشاهد اليوم صورة تعود إلى عام 1937 من محافظة الفيوم، وفيها امرأتان قرويتان ترتديان زيًا محليًا، وتبتسمان للكاميرا، تحمل إحداهما على رأسها جرة ماء وعلى كتفها طفلا يخبئ وجهه فى كتف أمه، بينما تكتفى المرأة الثانية بابتسامتها، ومن خلفهما يظهر ما يسمى بـ بحر يوسف.
وتعد مدينة الفيوم، واحدة من أشهر محافظات مصر، وقد اختلفت الأقاويل حول أصل اسم "الفيوم" فالمرجح أنها كانت قديماً تدعى "الجزيرة"، لأنها كانت وقت تكوينها واقعة فى بحيرة موريس "بحيرة قارون حالياً"، وكان اسمها الدينى "دار التمساح" لأنه كان معبود أهل الفيوم قديماً.
وفى أوائل حكم البطالمة سماها بطليموس الثانى فيلادف "Arsinoe" نسبة إلى زوجته أرسينويه، كما سمى الإقليم أيضاً بهذا الاسم، ثم سماها القبط "Piom" ومعناها قاعدة بلاد البحيرة، لأن كلمة "Piom" التى عرفت فيما بعد باسم "Phiom" تتكون من كلمتين وهما "Pi" وتدل على المكان والتعريف، وكلمة "Im" ومعناها اليم أو البحيرة أو البحر، ومن "Phiom" أخذ العرب كلمة "فيوم"، وأضافوا إليها أداة التعريف، فأصبح "الفيوم" هو اسمها العربي.
وهناك رأى آخر يقول أن اسمها جاء فى النصوص المتأخرة من العهد الفرعونى "بيوم" بمعنى البحيرة أو الماء، ثم وردت فى القبطية باسم "فيوم"، ومع انتشار العربية أضيف إليها أداة التعريف فأصبح "الفيوم".