استقبل، اليوم، وزير الخارجية سامح شكرى، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى فى مقر وزارة الخارجية بقصر التحرير، لذا سوف نلقى الضوء على قصر التحرير نشأته وما جرى فيه من أحداث.
هو قصر الأميرة نعمة الله توفيق، يقع بالقرب من ميدان التحرير بوسط القاهرة، ويعتبر قصر التحرير ثاني مقر شاهدا على دور الدبلوماسية المصرية، حيث انتقل مقر وزارة الخارجية إلى هذا القصر، بعد أن كان مقرها الأول قصر البستان بباب اللوق.
ويضم الطابق الأول صالونا به صور للأسرة العلوية، وصور رؤساء الجمهورية ووزراء الخارجية قبل الثورة وبعدها، وقاعة بها صور شهداء وزارة الخارجية، وجوازات سفر الوزراء وأعضاء الوزارة، بالإضافة لصالونات استقبال وحجرة لعدد 48 فرداً.
والطابق الأرضي يضم مكتب السيد الوزير وقاعة الاجتماعات الكبرى وأخرى للمؤتمرات الصحفية بها نظام ترجمة فورية وكذلك يوجد عدة صالونات لاستقبال الزوار وحجرة طعام كبرى لعدد 24 فرداً أما المدخل الخلفي فيحتوى على بعض الصور للمراحل المختلفة لتشيد القصر.
وقام بتصميم هذا القصر الإيطالى انطونيو ليشياك (1856- 1946)، أحد أبرز المهندسين المعماريين الذين عملوا فى مصر، واعتمدت عليه العائلة المالكة فى تشييد قصورها، وأصبح فى عام 1907 رئيس مهندسى القصور الملكية.
مزج المهندس الإيطالى فى هذا المبنى بين الجمال والرقة والدقة والعناية بالتفاصيل فى جميع أجزائه، واهتم بتوزيع الظل والنور، وكان قد تم تشييد القصر فى الأساس لإقامه الأميرة نعمة الله توفيق، التى ولدت عام 1881 وتوفيت عام 1966 ودفنت فى جنوب فرنسا، وهى ابنة الخديوى توفيق بن إسماعيل بن محمد على باشا، وقد حكم والدها مصر منذ عام 1879 إلى 1892، وهى شقيقة الخديوى عباس حلمى، الذى حكم البلاد من عام 1892 إلى 1914.
عاشت الأميرة حياة زهد وتقشف أثناء إقامتها بالقصر، ويرجع ذلك إلى اهتماماتها الصوفية وحياة التأمل والزهد، قبل أن تقرر الانتقال لمبنى صغير مجاور للقصر، وأهدت قصرها إلى وزارة الخارجية المصرية فى عام 1930، ليكون مقراً رسمياً جديداً لها.