نشاهد، اليوم، تمثالى ممنون فى مدينة الأقصر، وهما من أبرز القطع الأثرية فى مصر، وقد ارتبطت بهما العديد من الأساطير والقصص الأدبية، وهما تمثالان ضخمان، شُيدا نحو سنة 1350 ق م، هما كل ما تبقى من معبد بُنى تخليداً لذكرى الفرعون أمنحتب الثالث، الذى حكم مصر خلال الأسرة الثامنة عشر، يقعان فى مدينة طيبة الجنائزية، الواقعة غرب نهر النيل من مدينة الأقصر الحالية.
يصور التمثالان المتماثلان أمنحتب الثالث جالساً، بينما يداه مبسوطتان على ركبتيه وناظراً تجاه الشرق نحو النهر. وقد نُحتّ شكلين على مقدمة العرش إلى جانب ساقيه: هما زوجته تيى وأمه موت إم ويا، بينما تصور الألواح الجانبية إله النيل حابى.
وباستثناء التمثالين، لم يتبق اليوم سوى القليل من معبد أمنحتب، الذى كان قائماً على حافة السهول الفيضية للنيل وقد تسببت الفيضانات السنوية المتتالية فى تآكل أساساتها.
وقيل إنه فى عام 27 ق. م، وقع زلزال كبير حطم التمثال الشمالى، مما أدى إلى انهياره من الخصر إلى أعلى وتصدع النصف السفلي. بعد تصدعه، اشتهر النصف السفلى المتبقى من ذلك التمثال بأنه "يغنى" فى أوقات مختلفة - دائماً فى غضون ساعة أو ساعتين من شروق الشمس وعادةً عند الفجر مباشرةً. أُفيد عن هذا الصوت غالباً فى فبراير أو مارس، لكن ربما يكون هذا انعكاساً للموسم السياحى أكثر من كونه نموذجاً حقيقياً.
أقدم ذكر لذلك فى الأدب جاء فى تقرير المؤرخ والجغرافى اليونانى سترابو، الذى ادعى أنه سمع الصوت خلال زيارة فى عام 20 ق. م، وفى ذلك الوقت كان من الواضح أنه كان معروفاً بالفعل.
وتنوع الوصف. قال سترابو أنه بدا "مثل نفخ فى آلة"، بينما شبهه بوسانياس بانكسار "وتر القيثارة"، لكنه وصفه أيضاً بأنه كقرع سبائك النحاس أو مثل صفير.
تشمل المصادر القديمة الأخرى تقارير بلينيوس (عن غير تجربة شخصية، إنما جمع شهادات آخرين) أمثال، بوسانياس، تاسيتوس، فيلوستراطوس وجوفينال.
بالإضافة إلى ذلك، نُقشّت قاعدة التمثال بما يقرب من 90 نقشاً ما زالت باقية لسائحين معاصرين أفادوا عما إذا كانوا قد سمعوا الصوت أم لا.