صدر حديثًا عن منشورات الجمل، الترجمة العربية الطبعة العربية اليوميات تحت عنوان "مهنة العيش"، للكاتب الإيطالي تشيزاري بافيزى، بترجمة جديدة أنجزها المترجم صالح الأسمر.
يشار إلى أن "تشيزاري بافيزي" شاعر وروائي وناقد ومترجم إيطالي، لم يقصد من كتابة يومياته في الفترة من 1935 ــ 1950 المعنونة بــ "مهنة العيش" أن تكون مخصصة للنشر، ولا هي مخصصة للآخرين، في نهاية حياته غير قصده بإضافة عنوان وفهرست لليوميات، لكن ذلك لم يغير من حقيقة أن هذه اليوميات تضمنت مقاطعا مبهمة، جملا غير منتهية، أخطاء مطبعية، ملاحظات شخصية، هي من القصر بحيث يحتاج القارئ إلي حدس معناها.
واحتوت الطبعة الإيطالية الأولي من كتاب يوميات "مهنة العيش" علي هوامش تفيد بأن علي القارئ أن يحزر بعض الكلمات.
وعقب تسعة أيام من انتهائه من تدوين يومياته "مهنة العيش" أنهى تشيزاري بافيزي حياته منتحرا، حيث تناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة في غرفة في فندق بتورينو قبل ذلك بزمن قصير، كان قد نشر روايته "القمر والنيران" عام 1950 والتي فازت بواحدة من أرقي الجوائز الأدبية الإيطالية، جائزة "ستريجا" للرواية، لكنه أيضا واجه نهاية علاقته بالممثلة الأمريكية كونستانس داولينج.
وحسب الصراحة التي تتسم بها يوميات تشيزاري بافيزي "مهنة العيش"، يلمح بافيزي إلي العلاقة المضطربة بين الحياة والكتابة من خلال عنوان فرعي : "سرية مهنية"، غطي فترة أربعة أشهر خلال السنتين الأولي (1935ــ 1936) التي سجلها فيها، مصورة بطريقة نابضة بالحياة أيضا في قصص مثل : "بلاد المنفي"، و"طيور السجن".