أشارت ثلاث عينات مأخوذة من رئات بشرية عمرها 103 أعوام إلى كيفية تحور الإنفلونزا لتصبح أكثر فتكًا، فلم يكن بإمكان المراهقين الثلاثة - ولدان وفتاة - أن يعرفوا ما هي الأدلة التي ستعطيها رئتيهم يومًا ما، كل ما كان يمكن أن يعرفوه ، أو يشعروا به ، قبل وفاتهم في ألمانيا عام 1918 هو أن كل نفس يؤخذ بصعوبة، وقد مات عشرات الملايين من الناس مثلهم في جائحة الإنفلونزا عام 1918 جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع theatlantic
وبعد أكثر من قرن من الزمان، تمكن العلماء من تسلسل فيروسات الإنفلونزا من عينات من الرئات الثلاثة المحفوظة، وتشير هذه التسلسلات إلى إجابة لأحد الألغاز الأكثر ديمومة للوباء: لماذا كانت الموجة الثانية، في أواخر عام 1918، أكثر فتكًا من الموجة الأولى؟ وتشير عينات الرئة التى أعيد اكتشافها إلى احتمال أن الفيروس نفسه قد تغير لإصابة البشر بشكل أفضل.
ومن هنا يمكن أن نفهم كيف أن فيروس كورونا يتكيف مع البشر ويتحور، وباستخدام الأدوات الحديثة يتتبع العلماء تطور الفيروس في الوقت الفعلى ويكتشفون الطفرات التي جعلت الفيروس أفضل فى إصابتنا بالعدوى، تم الآن ترتيب تسلسل أكثر من 1.4 مليون جينوم لفيروس كورونا. لكن قاعدة البيانات الخاصة بإنفلونزا عام 1918 أصغر بكثير - لدرجة أن المقارنة تبدو غير عادلة، وترفع هذه الدراسة الجديدة عدد جينومات الإنفلونزا الكاملة لعام 1918 إلى إجمالي ثلاثة، بالإضافة إلى بعض الجينومات الجزئية.
من الصعب للغاية العثور على أنسجة رئوية عمرها مائة عام، وصادف سيباستيان كالفينياك سبنسر، عالم الفيروسات في معهد روبرت كوخ في برلين، العينات في هذه الدراسة الأحدث بضربة حظ، قبل عامين، وقرر التحقيق في مجموعات متحف برلين للتاريخ الطبى فى شاريتيه، لم يكن يبحث عن أى شىء على وجه الخصوص، لكنه سرعان ما عثر على عدة عينات من الرئة منذ عام 1918، وهو العام الذي اعتبره بالطبع أحد أبرز أمراض الجهاز التنفسى، على الرغم من سمعة جائحة الإنفلونزا السيئة ، فإن الفيروس الذي تسبب فيه لا يزال غير مفهوم.