قال الدكتور والناقد العراقى حسين علي هارف، إن ما يكتبه الأدباء والكتاب العرب يركز على الخطاب التربوي والقيم والمبادئ وغيرها، وهذا أمر مهم، لكن نريد أن ندرك حاجات الطفل التي تتعلق بالجانب الوجداني والتعبير عن طبيعة الطاقة الحركية في داخله، فيجب أن نضحك الطفل ونجعله يرقص ويتأمل ويصاب بالدهشة.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، بعنوان "صناعة المرح"، شارك فيها كل من الأكاديمي والناقد العراقي الدكتور حسين علي هارف، والفنان الأمريكي كيفن شيري، وناقشت الصلة بين الأطفال والفرح، وكيف يمكن للكتب والرسومات وعروض الدمى أن تصنع المرح للأطفال في عالم تسوده مظاهرة التكنولوجيا المعاصرة، وأدارتها الإعلامية ليلى محمد.
وأضاف الدكتور حسين على هارف، الطفل يقرأ القصة لكي يستمتع، ويتخل، لهذا يجب على الكتاب العرب أن يقدموا الجانب الفني المتعلق بصناعة المرح والامتاع، وأن يجعل الطفل يتمتع بحواسه كلها عندما يقرأ القصة، نريد أن تسهم القصة في جعل الطفل يقفز من مكانه، وأن نجعل الضحك ملازماً للطفل لأنه علاج سيكولوجي ونفسي، فالطفل يقرأ لا ليتعلّم بالدرجة الأولى، بل ليكون سعيداً".
ولفت "هارف" إلى أن كاتب أدب الطفل يجب أن يكون طبيباً نفسياً ورساماً وكوميدياً، كما أن الفن وظيفة جمالية تحقق المتعة وهذه هي الأساس في تقديم أعمال ناجحة للطفل.
وقال الفنان الأمريكي كيفن شيرى: فتح لي مسرح الدمى هذا العالم الكبير الذي دخلت من خلاله إلى التأليف والكتابة والرسم للأطفال، وعملت على تأليف الكتب المصورة وتقديم العروض في المدارس، فأدركن أن الأطفال عندما يصطفون أمامك فإنهم عادة يطفئون عقولهم ويعتقدون بأنك مملاً، لكن بمجرد ما أن تضع رأس الدب وتغني وتبدأ في الصراخ وتتفاعل معهم ستراهم يتراقصون أمامك وهنا أكون قد امتلكت اهتمامهم.
وتابع كيفن شيرى، من الجيد أن يتم توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم الأعمال المحببة للأطفال، وأظن أن هناك فرق كبير بين طفل ينظر لشيء عبر الشاشة وآخرين ينظرون لك بشكل مباشر، فبالنسبة لهم لا يجدون هذه المتعة الكبيرة التي يجدوها في المسرح، لهذا يبقى الواقع أجمل وأكثر أهمية للارتقاء بمعارفهم وخبراتهم وذكائهم.
وأكد كيفن شيرى، على أن الأطفال ينتبهون بحواسهم كلها للموضوع الذي يقدم لهم، واللغة ليست عائقاً، موضحاً أن الصغار يلفت انتباههم لغة الجسد والحركة والتعبير لأن ذلك ما يفتح أمامهم أفق التخيل والدخول إلى عوالم مدهشة وجديدة.