تمر السنوات ويواصل المسلمون فتوحاتهم، التى لم تكن سهلة، فقد عانوا كثيرا خاصة من الفرس الذين لم يتقبلوا بسهولة أن يحكمهم العرب، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين وفيها وفاة عمر بن الخطاب":
قال الواقدى وأبو معشر: فيها: كان فتح اصطخر وهمذان.
وقال سيف: كان فتحها بعد فتح تَوَّج الآخرة.
ثم ذكر أن الذى افتتح تَوَّج مجاشع بن مسعود، بعد ما قتل من الفرس مقتله عظيمة وغنم منهم غنائم جمة، ثم ضرب الجزية على أهلها، وعقد لهم الذمة، ثم بعث بالفتح وخمس الغنائم إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
ثم ذكر: أن عثمان بن أبى العاص افتتح جور بعد قتال شديد كان عندها، ثم افتتح المسلمون اصطخر - وهذه المرة الثانية - وكان أهلها قد نقضوا العهد بعدما كان جند العلاء بن الحضرمى افتتحوها حين جاز فى البحر - من أرض البحرين - والتقوا هم والفرس فى مكان يقال له: طاوس، كما تقدم بسط ذلك فى موضعه.
ثم صالحه الهربد على الجزية، وأن يضرب لهم الذمة، ثم بعث بالأخماس والبشارة إلى عمر.
قال ابن جرير: وكانت الرسل لها جوائز، وتقضى لهم حوائج، كما كان رسول الله ﷺ يعاملهم بذلك.
ثم إن شهرك خلع العهد، ونقض الذمة، ونشط الفرس، فنقضوا، فبعث إليهم عثمان بن أبى العاص ابنه وأخاه الحكم، فاقتلوا مع الفرس، فهزم الله جيوش المشركين، وقتل الحكم بن أبى العاص شهرك، وقتل ابنه معه أيضا.
وقال أبو معشر: كانت فارس الأولى واصطخر الآخرة سنة ثمان وعشرين فى إمارة عثمان، وكانت فارس الآخرة، ووقعه جور، فى سنة تسع وعشرين.