عاشت الفنانة الشهيرة مارلين مونرو (1926 – 1962) حياة صعبة، وتمر اليوم ذكرى ميلادها فى 1 يونيو، لكن ماذا عن طفولتها وما الذى نعرفه عن أمها؟
تقول مارلين مونرو فى مذكراتها التى نشرت تحت عنوان "قصتى":
كنت أظن أن الناس الذين قد عشت معهم هما والدى، كنت أناديهما "ماما" و"بابا"، تلك المرأة قالت لى ذات يوم "لا تنادينى ماما، أنت كبيرة بما يكفى كى تميزى الأمور بشكل أفضل. لا علاقة لى بأى شكل من الأشكال. أنت نزيلة هنا وفقط. أمك قادمة لتراك غدا، بإمكانك أن تناديها بـ ماما لو أردت".
قلت لها شكرا لك، لم أكن أسألها عن الرجل الذى كنت أدعوه أبى. كان ساعى بريد. اعتدت أن أجلس على حافة حوض الاستحمام فى الصباح وأشاهده وهو يحلق ذقنه، وأطرح عليه أسئلة مثل: أين هو اتجاه الشرق ومن أين اتجاه الغرب، أو كم عدد الناس الموجودين بالعالم، كان هو الوحيد من يجيبنى على أى سؤال أسأله. الشخصان اللذان كنت أظنهما أبواى كان لهما أطفال، لم يكونا بخلاء، لكن فقط فقراء، لم يكونا يملكان الكثير ليعطياه لأحد، ولا حتى لأطفالهما، ولم يكن يتبقى لى أى شىء.
كنت فى السابعة، لكن كنت أسهم بحصتى فى العمل. أغسل الأرضيات والأطباق وأؤدى المهام.
اتصلت بى أمى فى اليوم التالى، كانت امرأة جذابة، لم تكن تبتسم أبدا، كنت قد رأيتها مرارا من قبل، لكن لم أكن قد عرفتها على وجه التحديد ولا ماذا كانت تفعل.
عندما قلت لها هذه المرة "أهلا ماما" حدقت بى، لم يسبق أن قبلتنى أبدا أو أخذتنى بين ذراعيها أو حتى تحدثت إلىَّ لم أكن آنذاك أعلم عنها أى شىء، لكن بعد سنوات قلائل عرفت عددا من الأشياء، عندما أفكر فى أمى، فإن قلبى يؤلمنى أضعاف ما كان عندما كنت صبية، يتألم من أجل كلينا.
تزوجت أمى وهى فى الخامسة عشر، كان لديها طفلان – قبلى – وكانت تعمل كمونتير أفلام فى أستوديو لصناعة السينما، فى أحد الأيام، عادت للبيت أبكر من المعتاد، لتجد زوجها الشاب فى علاقة غير شرعية مع امرأة أخرى، حدث حينها وقع شجار كبير وطرد زوجها بالقوة من الشقة.
بينما كانت أمى تبكى زواجها المنهار، فى أحد الأيام، عاد وتسلل وخطف طفليها، أنفقت أمى كل مدخراتها لاسترجاع طفليها، لاحقتهما لفترة طويلة، أخيرا تتبعتها حتى ولاية كنتاكى، وقامت بالسفر تطفلا حيث كانا.
كانت محطمة، وتكاد أن تكون دون أى قوى، ورأت طفليها من جديد، كان يعيشان فى منزل رائع، فوالدهما تزوج مجدد وصار ميسورا.
التقت به، ولكن لم تطلب منه أى شىء، ولا حتى قبلت الطفلين اللذين كانت تلاحقهما لفترة طويلة.
غير أنها مثل تلك الأم فى فيلم stella dallas فقد رحلت وتركتهما، لتستمع بحياة أفضل مما كان باستطاعتها أن تهبهما.
أظن أن هناك شيئا آخر، بجانب كونها فقيرة – قد جعل أمى تغار بمثل هذه الطريقة. فعندما رأت طفليها يضحكان ويلعبان فى منزل جميل، بين أناس سعداء لا بد أنها تذكرت كم كان الأمر مختلفا بالنسبة إليها عندما كانت طفلة. فوالدها أخذ ليموت بعيدا فى مستشفى للأمراض العقلية فى مدينة باتون، وجدتها أيضا هى الأخرى ماتت فى مستشفى للأمراض العقلية، وخوها قد انتحر، وكانت هناك ثمة أشباح أخرى للعائلة.