الجميلات مثلها فى هذا العالم معدودات، وأن ترى امرأة جميلة فى الواقع أو على شاشة السينما أو على إحدى صفحات الجرائد وتتعلق بها ذاكرتك هو أمر ليس سهل حدوثه، وفى السينما العالمية دائما تجد فى كل فترة نجمة صاحبة سطوة جمالها آخاذ لا يمكن مقاومته، سحرها جذاب لا يمكن مجابهته، جميلة جميلات هوليود التى جذبت الجميع، وحاول الكل التقرب منها ونول رضاها، لكنها وحدها قررت أن تنسحب من بين هؤلاء لترحل وحيدة حزينة، أنها النجمة العالمية مارلين مونرو.
تمر اليوم الذكرى 95 على ميلاد النجمة الأمريكية مارلين مونرو، وهى المولودة فى 1 يونيو 1926، ورحلت فى 5 أغسطس 1962، وهى ممثلة ومغنية أمريكية استطاعت فى بداية الخمسينيات أن تصبح نجمة هوليودية.
النجمة الأمريكية الراحلة تبدو علاقتها بالثقافة التى يعرفها عنها الكثير هى زواجها من الأديب والمسرحى الأمريكى الشهير آرثر ميلر، لكن هناك وجوها أخرى أصرت مارلين أن تظهر فيها فى دائرة الثقافة، حيث تقرأ الكتب وتكتب الشعر.
بالوصول إلى مارلين مونرو الشاعرة لا بد أولاً من الإشارة الى أنه رغم عدم تخرج مونرو من المرحلة الثانوية، إلا أنها كانت قارئة مهمة وقد تركت وراءها مكتبة من 400 كتاب لميلتون، دوستويفسكى، ويتمان، همنجواى وكرواك، وقد اعتادت هذه المرأة تدوين ملاحظات وقصائد على شتى أوراق الفنادق وعلى قصاصات الورق وعلى الصفحات الأول للمجلات التى كانت تشتريها، احتوت بعض على أخطاء الإملائية والكلمات المحذوفة (المشطوبة).
كانت مونرو قد أبدت حرصاً على محتويات هذه العمل، حيث لم ترها سوى لبعض المخلصين من الأصدقاء، وهذه "الكسور" الشخصية تضفى لمحة ساحرة على روحها ملتقطة قدراً معيناً من ألمها، تكشف مونرو من خلال كسورها عن موهبة لكتابة الشعر وإيقاعاته مستعملة الجيشان الذى فى داخلها للإمساك بالإنسانية المحيطة بها.
وقد قال آرثر ميلر، زوجها الثالث والأخير، عنها، "من أجل أن تعيش فترة أطول كان يجب أن تكون إما أكثر تهكماً أو أكثر بعداً عن الواقع مما كانت عليه. بدلاً من ذلك كانت شاعرة على ناصية الطريق تحاول أن تتلو أشعاراً لجمهور يشد بملابسها".
شعر مونرو خاص بها، فريد، ويكشف عن كفاحها لفهم الأمور والعالم، تراوح أشعارها بين العذب وحتى الشيطانى وصولاً الى النبرة اليائسة. ولا شك أن شعر مونرو يميط اللثام عن أعماق ذاتها ويجعلها صفحة مفهومة على مستوى حميم لا يمكن بلوغه عبر قراءة ما كُتب عن سيرتها أو من خلال أفلامها. هذه الأشعار تكشف أعمق مخاوفها، مشاعرها وطموحاتها، كما حسّ الدعابة لديها واستعدادها للتهكم على نفسها وعلى من هم حولها.
وفيما يلى قصيدة كتبتها النجمة مارلين مونرو فى فترة المراهقة، بعنوان "إدا":
إدا
هى إدا لم أزل
أثابر على إطاعتها
وهذا ليس فقط مؤذياً
على فعله
لكنه على قدر من الزيف
لأن الحياة تبدأ منذ اللحظة…
مشتغلة (مؤدية المهام
التى رسمتها لنفسي
على المسرح لن
أُعاقب على ذلك
أو أُجلد
أو أتعرض للتهديد
أو أن أغدو غير محبوبة
أو أن أرسل الى الجحيم لأحترق مع الطالحين
شاعرة أنى أيضاً طالحة
أو أن أخاف مما يجعلنى أنثى
أو أن أخجل
من مشاهدة الانكشاف
ما همى
أو أن أخجل
من مشاعرى الحساسة