تمر اليوم الذكرى الـ60 على وفاة مكرم عبيد، أحد زعماء الحركة الوطنية المصرية فى القرن العشرين، ووزير المالية الأسبق، وأحد أبرز مفكِّرى مصر فى حِقبة الخمسينيات، وصاحب المقولة الشهيرة: "نحن مسلمون وطنًا ونصارى دينًا، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارًا. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين"، إذ رحل فى 5 يونيو عام 1967.
أطلق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية بحى مدينة نصر بالقاهرة، ويعد هذا الشارع حالياً من أهم الشوارع فى مدينة القاهرة، وفى التقرير التالى نرصد أهم المعلومات عن مكرم عبيد:
- ولد مكرم عبيد فى قنا فى صعيد مصر عام 1889، ودرس القانون فى جامعة أكسفورد، وحصل على ما يعادل الدكتوراه فى عام 1912.
- عمل سكرتيرا لصحيفة الوقائع المصرية ثم سكرتيرا خاصا للمستشار الإنجليزى أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم عمل فى المحاماة واختير نقيباً للمحامين.
- فى عام 1919 انضم إلى حزب الوفد، وفى عام 1928 عين وزيراً للمواصلات، وفى عام 1935 أصبح سكرتيرا عاما للوفد، وبعد معاهدة 1936 عُين وزير للمالية، وحصل على الباشوية.
- شارك فى الوزارات الثلاثة التى تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشى فى عام 1946، وبعد خلافات دبت داخل حزب الوفد قرر الانفصال وتأسيس الكتلة الوفدية وقدم مكرم عريضة تضم مخالفات مالية فى مجلس النواب تعرف بـ«الكتاب الأسود»، لكن تسببت فى عزله لاحقاً من مجلس النواب ثم اعتقاله.
- كان مكرم عبيد خطيباً بارعاً، حيث ساهم فى ذلك إتقانه الشديد للّغة العربية، كما يُعد هو صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها، والواضع الأول لكادر العمال فى مصر ووضع الحد الأدنى للأجور وتوفير التأمين الاجتماعى لهم، وواضع نظام التسليف العقارى الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل.
- فى عام 1919 انضم إلى حزب الوفد وتولى العمل فى مجال الترجمة والدعاية فى الخارج ضد الحكم والاحتلال الإنجليزى وكان له دعاية نشطة فى إنجلترا وفرنسا وألمانيا، وعندما نُفى سعد زغلول ثار مكرم عبيد وقام بإلقاء الخطب والمقالات مما تسبب فى القبض عليه ونفيه هو الآخر.
- شكل مصطفى النحاس الحكومة عام 1928 وعين مكرم وزيراً للمواصلات، وفى عام 1935 أصبح سكرتيراً عاماً للوفد، وبعد معاهدة 1936 عُين مكرم عبيد وزيراً للمالية، وحصل على الباشوية، وشارك فى الوزارات الثلاثة التى تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشى فى عام 1946.
- لم تمض حياة مكرم عبيد على وتيرة التفاهم والتصالح، حيث وقع فى عام 1942 أكبر خلاف له مع رئيس الوفد مصطفى باشا النحاس، وهو الخلاف الذى كان سببه الرئيسى "زينب هانم"، زوجة النحاس، والتى أرادت إزاحة مكرم حتى يمكن تجهيز فؤاد باشا سراج الدين لخلافة النحاس، على الرغم من أن الفضل يعود إلى مكرم عبيد فى ضم سراج الدين لحزب "الوفد" هو الخلاف الذى أدى إلى انشقاق عبيد عن الوفد وتشكيله "الكتلة الوفدية" التى أصدر لها جريدة خاصة، حيث شاركت فى الوزارات التى تشكلت برئاسة أحمد ماهر والنقراشى عام 1946.
- بعد تعيين عبيد وزيرا للمالية رصد مخالفات عديدة، وجمعها فى وثائق، وقام بطبع ما سمى بعد ذلك بالكتاب الأسود وقدم به عريضة للملك، بأحوال البلد وروى فيه ما حدث فى حزب الوفد، من فضائح ومخالفات، وتقدم باستجواب لمجلس النواب، ووقف يعرض وقائع استجوابه، وجاءت الردود عليه، أمراً فادحاً، وانتهى الاستجواب بعد ثلاثة أيام.
- تقدم حسن ياسين باقتراح لإسقاط عضوية مكرم باشا من مجلس النواب لأن هذا الرجل كان سكرتيراً للوفد وصديقاً لمصطفى النحاس وابنا لسعد زغلول لم يعد جديراً بشرف النيابة، فجرى تصويت على الفور وفى نفس الجلسة، رغم أن فكرى أباظة كان قد طلب إحالة الموضوع للجنة الشئون الداخلية فى المجلس فرفض طلبه، وفصل مكرم عبيد من عضوية مجلس النواب.
- أصدر رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا آنذاك، أمراً عسكرياً باعتقال مكرم عبيد باشا، وبالفعل تم اعتقاله بمقتضى قانون الطوارئ ووضع فى السجن.
- ساهم مكرم عبيد في دعم حرية الرأي والصحافة والاجتماع، واعتبر القيد الوارد على الحريات.
توفي مكرم عبيد في 5 يونيو 1961م، وتم تأبينه بالكنيسة المرقسية بالأزبكية وقد شارك أنور السادات نيابة عن الرئيس جمال عبد الناصر في تأبينه، ودفن بالقاهرة.