أصدرت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برئاسة الشاعر والناقد الدكتور علاء عبد الهادى، وذلك للمرة الأولى فى تاريخ الثقافة المصرية المعاصرة "ميثاق الشرف الثقافى والأدبى"، مكونًا من ثلاثة محاور بعد ديباجته التى اعتمدت مواد الدستور الثقافية.
وجاء فى ميثاق الشرف: بالإشارة إلى المواد أرقام 47، 48، 49، 50، من الدستور التى تشكل المقومات الثقافية لجمهورية مصر العربية، بدايةً بالـتزام الدولة بالمحافظة على الهوية الثقافية بروافدها الحضارية المتعددة، وحق فئات الشعب كافة فى الثقافة دون تميـيز، وانتهاءً بالمحافظة على تراث مصر الحضارى والثقافى بحميع تنوعاته: المصرية القديمة والقبطية والإسلامية، بوصفه ثروةً قومية وإنسانية، فضلًا عن الاهتمام بالحفاظ على مكونات التعددية الثقافية فى مصر.
وانطلاقًا من المادة رقم 67 من الدستور المصري، التى تنص على أن حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة، وتلـتزم الدولة بالنهوض بالفنون والآداب، ورعاية المبدعين، وحماية إبداعاتهم، وتوفيـر وسائل التشجيع اللازمة لذلك، وتنص على أنه لا يجوز رفع الدعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية، كما لا يجوز رفعها ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة العامة.
وإيمانًا بما جاء فى المادة رقم 65 التى تنص على أن حرية الفكر والرأى مكفولة، وأن لكل إنسان حق التعبـير عن رأيه بالقول، أو الكتابة، أو التصوير، أو غيـر ذلك من وسائل التعبـير والنشر. وهذا ما يحتم الحاجة الملحة لتوافر ميثاق شرف ثقافي، وذلك استنادًا إلى المادة رقم 77 من الدستور التى أقرت مواثيق الشرف الأخلاقية والمهنية بوصفها أداة لتنظيم العمل الثقافي،
وانطلاقًا من الإيمان المطلق بأن الكاتب يمثل عقل الأمة الواعى وضميرها الحي، وأن حرية التعبيـر يجب أن تكون مقرونة بمسئولية الكلمة. وإدراكًا للمخاطر التى تعرضت لها مهنة الكتابة على مدى عدة عقود نالت من مهنيتها وموضوعيتها. وإسهامًا فى ضبط لغة الحوار الأدبى بيـن المنتمين إلى أسرة الكتابة وبينهم وبيـن بقية فئات المجتمع. ونظرًا إلى غياب قوانيـن جامعة تنظم ممارسات هذه المهنة السامية.
أصبحت الحاجة ملحة إلى وجود ميثاق شرف أدبى يلزم المنتسبين إلى مهنة الكتابة أخلاقيًّا بما جاء فيه، ويستند إلى أحكام الدستور المصري، وقانون النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر رقم 65 لسنة 1975 المعدل بالقانون رقم 19 لسنة 1978، ولوائح النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والنقابات المناظرة، فضلاً عن الأعراف النقابية العامة، ومن ثمّ تنادى أعضاء النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر إلى وضع أول ميثاق شرف أدبى فى مصر متضمنًا ما يلي:-
أولاً: المبادئ العامة
الكتابة مهنة إبداعية ورسالة جمالية، والكاتب هو كل من يمارس مهنة الكتابة من خلال النشر المتواتر.
يشمل هذا الميثاق المنتمين إلى مهنة الكتابة كافةً.
1. حرية الكاتب مكون أصيل من حرية الوطن.
2. رفض أى شكل من أشكال ممارسة التطبيع الثقافى أو الإعلامي، أو الدعوة إليه.
3. ضرورة بث روح الانتماء للوطن وتأكيد قيم المواطنة.
4. تأكيد الهوية اللغوية والتاريخية والحضارية والقومية.
5. احتـرام الآخر وفتح طرائق للحوار الإيجابى المثمر معه.
6. التصدى للانغلاق الفكرى ومجابهة كل أشكال العنف والإرهاب الفكرى أو الجسدى أو الاجتماعي.
7. صون الآداب العامة من أشكال الابتذال الخارج عن مقتضيات الضرورة الفنية للعمل.
8. صون حقوق المرأة والأسرة، وذوى الاحتياجات الخاصة.
9. حقوق الملكية الفكرية مصونة، ولا يجوز انتهاكها، وتعد النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الخبـير الأول فى هذا الميدان، وتهيب النقابة العامة لاتحاد الكتاب بالجهات القضائية باعتبار النقابة بمن تمثلهم من آلاف المفكرين والنقاد والمبدعـين والشعراء والروائيين وكتاب أدب الطفل والخيال العلمى والدراما والسيناريو الخبير الأول فى قضايا التعبـير بالكلمة.
10. النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر هى الإطار الشرعى الذى يتحد فيه الكتاب دفاعًا عن المهنة وقيمها وحقوقها، وهى المكان المشروع لتسوية أية خلافات بين أعضائها.
11. الالتزام بما قرره الدستور المصرى من كون الثقافة حقًّا أصيلاً لكل مواطن بغض النظر عن مكانته أو سنه أو جنسه أو عقيدته، وبقية القيم التى يضمنها الدستور.
12. يضاف الإقرار بما ورد فى هذا الميثاق إلى القسم النقابى لمن انضم من نقابات أو هيئات إلى هذا الميثاق للالـتزام بما جاء فيه.
ثانيًا: واجبات الكاتب والتزاماته
1. الالتزام فيما يكتب من آراء بمقتضيات ميثاق الشرف والأمانة والصدق بما يحفظ للمجتمع قيمه، ولا ينتهك حقًا من حقوق المواطنـين ولا يمسّ حرياتهم.
2. الامتناع عن أىّ شكل من أشكال الدعوة إلى العنصرية أو التعصب أو ازدراء الأديان أو التمـييز بين فئات المجتمع أو تحقـير أىّ من طوائفه.
3. الامتناع عن انتهاك قيم المجتمع أو ثوابت الضمير الثقافى العربي.
4. الامتناع عن استغلال الحياة الخاصة للغير فى التشهير بهم أو الإساءة إلى سمعتهم أو اتهامهم بغـير سند.
5. إدانة أى انتهاك لقوانـين الملكية الفكرية سواء على مستوى النصوص أو الأفكار.
6. الكتاب والأدباء مسئولون مسئولية فردية وجماعية عن الحفاظ على كرامة مهنة الكتابة ومصداقيتها.
7. الامتناع عن جميع أشكال التجريح الشخصى أو الإساءة المعنوية أو الأدبية أو المادية للكتّاب، أو أية ممارسة يكون من شأنها إهدار الحقوق الثابتة لهم بأسمائهم أو بصفاتهم، فضلاً عن كل ما يخالف الضمير المهني.
ثالثًا: حقوق الكاتب
مع مراعاة كل ما ورد فى هذا الميثاق من واجبات الكاتب والتزاماته، تضاف حقوق الكاتب على النحو التالي:-
1. لا يجوز أن يُمَسّ أمن الكاتب بسبب رأى أبداه، أو معتقد اعتنقه.
2. لا يجوز تهديد الكاتب أو ابتزازه أو إجباره على كتابة ما يخالف ضميره المهني.
3. لا يجوز التسامح فى جريمة إهانة الكاتب أو الاعتداء عليه بسبب مهنته.
4. ضمان أمن الكاتب من الجهات المعنية عنصر لرقى الثقافة، وضمان لحرية الكلمة.
5. صون الحقوق الدستورية التى كفلها الدستور لكل كاتب.
6. يعاقب كل كاتب خالف ما جاء فى القوانين أو اللوائح أو الأعراف أو فى ميثاق الشرف هذا بالعقوبات المنصوص عليها قانونًا أو لائحيًّا أو عرفًا.
كما دعت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر جميع النقابات والجمعيات والمؤسسات الثقافية والقانونية إلى تبنى هذا الميثاق، وتعد كل جهة موقعه عليه مسئولة عن تنفيذ ما جاء به وفق لوائحها الخاصة.