أقيمت ألعاب الأولمبياد فى "ملبورن" الاسترالية فى أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر 1956 بعد شهور قليلة من الثورة المجربة التى قمعها الاتحاد السوفيتى، وجاءت المقابلة فى كرة الماء بين السوفيت والمجريين ساخنة، وكانت نفوس المجريين مشحونة وتريد الرد بأى وسيلة على "السوفيت" الذين غزو بلدهم بنحو200 ألف جندى ودخل عاصمتهم بوادبست فى 24 أكتوبر، قبل مباراتها.
وحضرت بعثة المجر الى ملبورن من دون ان تنجز استعدادتها، وفى طابور العرض وضع افرادها شريطا اسود على علمهم. وقبل "المنازلة المائية" رفض المجريون مصافحة منافسيهم، لكن الحقيقة المرة فى العلاقة المتأزمة بين الطرفين انفجرت لاحقا وكان مسرحها حوض كرة الماء حيث تواجه منتخباهما فى مباراة تحولت الى ملاكمة مائية صبغت بالدم.
ونشب الاشتباك فى الدقيقة 12 من المباراة عندما تقدم المجريون 4- صفر، وكانت المدرجات تغلى بغالبية من مواطنيهم يصرخون "ليعود الروس إلى بلادهم.
ويبدو أن حكم المباراة السويدى سام سوكرمان توجس شرا من اللقاء، فطلب من الطبيب المناوب يونج كيرسى أن يتواجد فى الحوض لمساعدته حين تدعو الحاجة. وصدقت توقعاته حين وجه فلاديمير بروكوف لكمة "جارحة" الى ارفين زادور، ولما صبغ دمه مياه الحوض هاج الجمهور وصرخ "قتلوا زادور"، علما بانه اصيب بجرح بسيط فوق حاجبه.
وتحول اللقاء سريعا الى تبادل للكمات بين تسديد الكرة وتمريرها، ما اضطر الحكم سوكرمان إلى ايقاف المباراة قبل انتهائها.