بدأ عباس محمود العقاد فى كتابه "عبقرية محمد" بعد مرور 30 عاما من اقتراح بتأليف كتاب عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أشرف خلق الله، حيث تحل اليوم ذكرى رحيل نبى الله محمد، فى مثل هذا اليوم 7 يونيو من عام 632، فهل ندم العقاد على تأخير كتابه لكل هذه السنوات؟
يقول المفكر الكبير عباس محمود العقاد فى مقدمة كتابه "عبقرية محمد": لم يتم الكتاب فى وقت قريب ويقصد هنا كتابه "عبقرية محمد"، بل تم فى ثلاثين سنة! وشاءت المصادفة العجيبة أن تتم فصوله فى مثل الأيام التى سمعت فيها الاقتراح لأول مرة.. فكتبت السطر الأخير فيه يوم مولد النبى صلى الله عليه وسلم على حسب الشهور الهجرية، واتفقت هذه المصادفة على غير تدبير منى ولا من أحد، لأنى لم أدبر لنفسى أوقات الفراغ التى هيأت لى إتمام فصولة وتقسيم العمل فيه يومًا بعد يوم.. والخيرة فى الواقع.. والخيرة كذلك فى هذا التأخير.
وتابع "العقاد": فإننى لو كتبت يومئذ لعدت إلى كتابته الآن من جديد، واحتجت إلى السنين الثلاثين أضيف خبرتها وقراءتها ورياضتها النفسية والفكرية إلى محصول ذلك العمر الباكر.. إذ هو عمر يستطيع المرء أن يمتلئ فيه إعجابًا بمحمد صلى الله عليه وسلم، لأنه عمر الإعجاب والحماسة الروحية، بيد أنه لا يستطيع أن يقيسه بمقياسه وأن يشعر بشعوره فى مثل تجاربه، وفى مثل السن التى اضطلع فيها بالرسالة، وأن تقارب السن هنا لضرورة لا غنى عنها لتقريب ذلك الشأو البعيد من شتى نواحيه.