تمر، اليوم، ذكرى رحيل الإمبراطور نيرون الذى توفى فى سنة 68 ميلادية، وهو آخر أباطرة الرومان الذين ينتمون للأسرة اليوليوكلودية، وقد شهد حكمه عصر من الدماء والاغتيالات، وقد حاول العديد من معاونيه الانقلاب على الحكم، والاستيلاء عليه، أما عن أشهر جرائم نيرون، فقد كان حريق روما الشهير، وقد كان ذلك فى عام 64 م، وتولى من بعده الحكم "جالبا".
وجالبا اسمه سيرفيوس سولبيشيوس جالبا قيصر أغسطس، ولد فى يوم 24 ديسمبر فى سنة 3 قبل الميلاد قرب تيراتشينا فى إيطاليا حالياً، وحكم لمدة سبعة أشهر فقط من سنة 68 إلى سنة 69 بعد الميلاد.
كان جالبا من عائلة نبيلة وكان رجلا ذا ثروة، إلا أنه لم يكن ذا قرابة بالقياصرة سواء بالولادة أو بالتبنى، وأظهر براعته ومقدرته منذ كان شابا، وتولى غالبا منصب بريتور فى سن العشرين، ومنصب قنصل فى سن الثالثة والثلاثين؛ كما بنى سمعته فى أقاليم الجال وجرمانيا وأفريقيا، وخدم كلوديوس بإخلاص، وعاش النصف الأول من حكم نيرون متقاعدا حتى عام 61 م، حيث منحه الإمبراطور حكم إقليم هسبانيا تاراكونينسيس.
فى ربيع العام 68، تم إبلاغه بأن نيرون ينوى الحكم عليه بالإعدام، وكذلك تم إبلاغه بشأن تمرد يوليوس ويندكس فى إقليم الجال، وكان ينوى أن يحذو حذو ويندكس، إلا أن هزيمة الأخير وانتحاره جعلت جالبا يعدل عن الأمر، أتته الأخبار بأن نيمفيديوس سابينوس، الذى كان آمر الحرس البريتورى، قد عفا عنه، ومنح جالبا لنفسه لقب ممثل مجلس الشيوخ عن الشعب الرومانى، ثم اتخذ لقب قيصر بعد مقتل نيرون، وتقدم نحو روما، واستقبله مجلس الشيوخ والحزب النظامى ورحبوا به، إلا أنه لم يكن ذا شعبية بين الجنود والشعب. فقد أثار كراهية البرايتوريين عندما رفض أن يمنحهم الجوائز التى وعد بها، كما أثار العامة لكراهيته للعروض والأبهة.