تمر، اليوم، الذكرى الـ139 على وقوع أعمال عنف بمدينة الإسكندرية بتدبير إنجليزى قدمت المبرر التى كانت تنتظره القوات البريطانية المرابطة فى البحر المتوسط من أجل احتلال مصر والقضاء على الحركة الوطنية التى يتزعمها أحمد عرابى، وكانت تلك الأحداث التى مهدت لما عرف فيما بعد بمذبحة الإسكندرية.
وكانت مصر تشهد قيام الثورة العرابية التى كانت تعبر عن رغبة الجيش والشعب فى التخلص من الظلم والاستبداد والتدخل الأجنبى فى شئون البلاد وكانت الإسكندرية لها موقف حازم فى تأييد الثورة العرابية بكل ما كانت تعبر وعندما زاد الخلاف بين الوزارة المصرية والخديوى توفيق اعتبرت إنجلترا وفرنسا هذا العمل تهديدا لمصالحها الحيوية بمصر.
وقررت البلدين إرسال أسطولهما إلى الإسكندرية إثر ما بلغهما من اشتداد الخلاف الذى اعتبر من جانبهما ثورة من قبل العرابيين تستدعى التدخل وقررتا التدخل العسكرى على أن ترسل كل منهما ست بوارج إلى ميناء الإسكندرية وقد أدى تتابع دخول البوارج الإنجليزية إلى الإسكندرية إلى قلق الرأى العام المصري وقد دخلت إلى الإسكندرية فى يوم الجمعة التاسع عشر من مايو 1882م وما أن استقرت الدولتين على الإسكندرية وأخذتا تتدخلان تدخلا سافرا فى شئون البلاد.
كان من الطبيعى أن تقوم مظاهرات عديدة حتى حدثت مذبحة الإسكندرية التى عانى فيها الأجانب وسكانها على السواء وكثر القتلى من الجانبين وبلغ عدد القتلى والجرحى 49 قتيلا منهم 38 أجانب و11 من الوطنيين وعدد الجرحى 71 منهم 38 من الأجانب و33 من الوطنيين أدى هذا الحادث إلى استياء العرابيين لأنه منح انجلترا وفرنسا فرصة للتدخل فى شئون البلاد بحجة حماية ممتلكات رعاياهما وفى أواخر مايو 1882م بدأت إنجلترا تعلن عن نيتها الانفراد بالتصرف فى شئون مصر وبدأت فى حشد القطع البحرية بناء على طلب قائد أسطولها.
وفى 4 يوليو 1882م إرسال الاميرال سيمور إلى الاميرالية البريطانية برقية يقول فيها انه سيبدأ فى ضرب الاسكندرية بعد اربعة وعشرون ساعة ما لم تسلم الى الحصون القائمة فى شبه جزيرة رأس التين والحصون المشرفة على مدخل الميناء "