جاءت سنة 30 من الهجرة النبوية الشريفة والأحداث لا تزال خارجيًا فى صالح المسلمين تمامًا، بينما يجرى الخليفة عثمان بن عفان بعد الإجراءات الداخلية فيعزل البعض من الولاة ويعين آخرين، فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "سنة ثلاثين من الهجرة النبوية":
فيها: افتتح سعيد بن العاص طبرستان فى قول الواقدى، وأبى معشر والمدائنى، وقال: هو أول من غزاها.
وفى هذه السنة: عزل عثمان بن عفان الوليد بن عقبة عن الكوفة، وولى عليها سعيد بن العاص، وكان سبب عزلة أنه صلى بأهل الكوفة الصبح أربعا، ثم التفت فقال: أزيدكم؟
فقال قائل: مازلنا منك منذ اليوم فى زيادة.
ثم أنه تصدى له جماعة يقال: كان بينهم وبينه شنآن، فشكوه إلى عثمان، وشهد بعضهم عليه أنه شرب الخمر، وشهد آخر أنه رآه يتقاياها، فأمر عثمان بإحضاره وأمر بجلده.
فيقال: أن عليا نزع عنه حلته، وأن سعيد بن العاص جلده بين يدى عثمان بن عفان، وعزله وأمر مكانه على الكوفة سعيد بن العاص.
وفى هذه السنة: سقط خاتم النبى ﷺ من يد عثمان فى بئر أريس، وهى على ميلين من المدينة، وهى من أقل الآبار ماء، فلم يدرك خبره بعد بذل مال جزيل، والاجتهاد فى طلبه حتى الساعة، فاستخلف عثمان بعده خاتما من فضة، ونقش عليه محمد رسول الله، فلما قتل عثمان ذهب الخاتم، فلم يدر من أخذه.