صدر حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعون، المجموعة القصصية "امرأة في الحب"، للكاتبة العمانية آية السيابى، والتى تضم تسع قصص حفلت بأصوات داخلية عبرت خلالها البطلات عن رغباتهن وهمومهن العديدة.
وجاء فى مقدمة المجموعة: "هل هى حكَايات نساءٍ هن محض خيَال، أمْ إنّه انعكاسٌ لواقعِ نساءٍ يعشنَ بيننا؟ أم قصص نساءٍ سيعشنَ السيناريو مجدداً مع تعديلاتٍ طفيفة؟ إنّها ليست الحكايات فقط ما يُكتب فى هذه المجموعة، لكنها المشَاعر، والانثيَالات والأوجاعُ والتفَاصيل التى لا تُسمَعُ على الملأ ولا حتى خلف الأبواب الموصدَة لكنّ قلمَ الكاتبَة يلتقطهَا ويحفُر فيهَا ويحوّلها إلى نصوصٍ تقرأُ في هذهِ المجموعة".
تقول بطلة إحدى القصص مشيرة إلى واحدة من القضايا اليومية التي تؤكد سطوة المجتمع الذكوري على الأنثى، وكيف تذوب الهوية الشخصية لكل أنثى بسبب هذه السطوة المتوارثة:
"تنتمى جدتى لزُمرة من ينادى بتمييز الذكر، فى قانون التملّك الأسري لدى قبيلتي تُولَد الأنثى فيرافقها اسمها حتى يسقط عنها عندما يُعلِن جسدها عن استدارته، عندها ينحسر استخدام اسمها ويُستَبدَل به جملة "الأهل أعزك الله" اذا ما اضّطُرّ جاهدًا أن يُخبر عن موقف ما، فيفهم الطرف الآخر أنّ "الأهل" ما هي إلا إحدى إناثه، زوجته أو أخته! لا تعلم جدتي أنّ حياةً بلا أنثى لا أمان فيها لا سيّما إن غَزَتْها طفيليات مجتمعية".
وتتحدث بطلة أخرى عن معاناتها اليومية قائلة: "أغفو كل ليلة على وعد جديد وأمنية جديدة، ينقضُّ على جسدى باستمرار وفي كل مرة أرى عينيه جائعتين.. قدَر ملوّث أُضيف إلى قدري بلا تخطيط، أكاد أُشبه القصاصة من الصبغ المتشظّى فى السقف، تُقرّر تغيير قدرها فتتقاطر في فضاء مجهول مُعلّقة بين سماء وأرض حتى إذا ما استبشرت استقرارًا على سطح صلب دَهَستها قدم لا تبالى بما تحتها".
كتب الروائي أيمن العتوم على الغلاف الأخير للمجموعة: "تبدو آية السيابى ثائرة على القيود التي تحد من حرية المرأة بشكلٍ طاغٍ، القيود التي لا تُستمد من دينٍ إلّا بمِقدار ما يكيف الجهلة من النّاس ذلك الدّين على أهوائهم، ولا تُستَمدّ من حَقٍّ ولا من منطق إلا بِمقدار ما تسول النفوس المريضة إلى أصحابها إيذاء الآخرين، ومصادرة حقّهم فى الحياة تحت أشدّ المُسوّغات ظُلمًا".