نشاهد، اليوم، صورة لامرأة مصرية (فتاة من الإسكندرية) بزى تقليدى ويذهب البعض إلى أن الصورة تعود إلى سنة 1923، علينا أن نعرف أن المرأة المصرية اختلفت تماما بعد ثورة 1919، وذلك بعدما شاركت فى الثورة وخرجت إلى الشارع تعبر عن حق وطنها فى الاستقلال، وبالتالى تعبر عن نفسها فى الوجود.
كانت الفتاة المثقفة، فى ذلك الوقت، هى نتيجة سنوات كثيرة من وجود جيل حقيقى من المثقفين، وافتتاح الجامعة الأهلية، وانتشار التعليم، ولا نستبعد الأحداث الكبرى مثل الحرب العالمية الأولى فقد كان إحساسها المدمر على العالم كله دافعا للتفكير فى الوجود.
وفى الصورة نرى فتاة مصرية تماما، كما يقول الكتاب، سمراء، ملامحها واضحة، عيونها بها كثير من الشجن، فتاة تليق بمدينة تعيش على البحر.
بالطبع لا تظهر لنا الصورة المستوى الاجتماعى الذى تنتمى اليه الفتاة، ولكن "زيها وحلقها" يفيدان بأنها تنتمى أكثر إلى البيئة الشعبية، ولنا أن نتخيل ذلك فى مدينة الإسكندرية الجميلة، وكيف كان الفتيات الشعبيات هن الأكثر تعبيرا عن جمالها ورغبتها فى الحياة.