رحلت، اليوم، الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة مواليد سنة 1929، ودائما ما يأتى اسم لميعة مرتبطا بالشاعر الكبير بدر شاكر السياب (1926 – 1964) وقيل بأنه كانت هناك قصة حب.
ويقول كتاب "بدر شاكر السياب" لـ إحسان عباس "وقد كان من شقاء بدر الذى ورث الضعف الجسمانى عن أبيه أن أنفق حياته القصيرة منذ أدرك الحلم إلى أن مات، وهو يبحث عن القلب الذى يخفق بحبه، دون أن يجده، وكان افتقاره إلى الوسامة هو القفل المصمت على القلوب العديدة التى حاول أن يفتحها، وكم استأنس بومضة عين، ونسج من شعاعها قصة حب يخدر بها أخفافه، ولكنه فى قرارة نفسه واعيا بأن الحب فى كل مرة كان من جانب واحد.
يقول بدر شاكر السياب فى لميعة:
ذكرتك يا لميعة والدجى ثلج وأمطار
ولندن مات فيها الليل مات تنفس النور
رأيت شبيهة لك شعرها ظلم وأنهار
وعيناها كينبوعين فى غاب من الحور
مريضا كنت تثقل كاهلى والظّهر أحجار
أحن لريف جيكور
وأحلم بالعراق وراء باب سدّت الظلماء
بابا منه و البحر المزمجر قام كالسور
على دربي
و في قلبي
وساوس مظلمات غابت الأشياء
وراء حجابهن وجف فيها منبع النور
ذكرت الطلعة السمراء
ذكرت يديك ترتجفان من فرق و من برد
تنز به صحارى للفراق تسوطها الأنواء
ذكرت شحوب وجهك حين زمر بوق سيّارة
ليؤذن بالوداع ذكرت لذع الدمع في خدّي
ورعشة خافقي و أنين روحي يملأ الحارة
بأصداء المقابر والدجى ثلج وأمطار
بينما تقول لميعة عن بدر شاكر السياب فى أحد حوارتها:
قد ينسى الانسان ولكنه لا ينسى صميم حياته * كان بدر بالنسبة لي الصديق المنتظر والرجل الذي خططت كل حياتي لأن التقي به * كنت أود أن يدرك أن الحب عالم الشعراء … فما عرف هذا … علاقتي بالسياب لم تكن عادية … لا فى حياتى ولا في حياته * لماذ كان السياب يقول بأنه رجل شقي محكوم عليه بالألم ..؟
وما من عادتى نكران ماضى الذى كانا.