خلال أقل من 150 عاما مر على مصر العديد من الحكام ما بين ملوك وسلاطين وصولا إلى رؤساء الجمهورية، ولعل تاريخ مصر الحديثة دائما يرتبط ببداية حكم محمد على باشا ومن ثم أسرته التى استمر تحكم حوالى 147 قبل أن يتحول النظام إلى جمهورى ليحكم أبناء الشعب.
وما بين بداية الحكم الملكى الممثل فى أسرة محمد على باشا، وتأسيس الجمهورية المصرية، يبقى يوم 18 يونيو عامل مشترك بين الحدثين، ويبقى الشاهد الأكبر والأبرز فى مرحلتين بارزتين من التاريخ المصرى الحديث.
فى 18 يونيو عام 1805م، تم تنصيب محمد على باشا واليًا على مصر رسميًا وذلك بعد ثورة الشعب والعلماء على الوالى العثمانى خورشيد باشا، بعد أن بايعه أعيان الشعب فى دار المحكمة ليكون واليًا على مصر فى 17 مايو سنة 1805، والذى أقره فيها الفرمان السلطانى الصادر فى 9 يوليو من نفس العام.
وكان محمد على عمل لينال تأييد العلماء وخاصة نقيب الأشراف السيد عمر مكرم وما أن علم العلماء بوصول فرمان يقضى بعودة الألبانيين ورؤسائهم إلى بلادهم حتى طلبوا من محمد على البقاء فى مصر لما عهدوه فيه من العدل والاستقامة فقبل محمد على ذلك ولكن على الرغم من ذلك بذل خورشيد مساعيه لإقصاء محمد على عن مصر.
وفى اليوم ذاته وبعد 148 عاما وبالتحديد عام 1953، تم إعلان قيام الجمهورية فى مصر، وتنصيب محمد نجيب رئيسًا لها، ومع تولى اللواء نجيب منصب الرئيس بموجب الإعلان الدستورى الصادر من قبل مجلس قيادة الثورة فى 18 يونيو 1953، استمر هذا المسمى حتى عام 1954 حيث تغير إلى جمهورية مصر البرلمانية بموجب أمر مجلس قيادة الثورة الصادر فى 27 فبراير 1954 بتعيين اللواء محمد نجيب رئيساً لجمهورية مصر البرلمانية، وذلك حتى صدور دستور الجمهورية المصرية فى 25 يونيو 1956.