تمر اليوم الذكرى الـ 163 على تشارلز داروين يتلقى ورقة بحثية من ألفرد راسل والاس تتضمن نتائج تكاد تكون متطابقة مع ما توصل إليه داروين عن نظرية التطور، مما دفع داروين إلى نشر نظريته.
اكتسب داروين شهرته كمؤسس لنظرية التطور والتى تنص على أن كل الكائنات الحية على مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة، وقام باقتراح نظرية تتضمن أن هذه الأنماط المتفرعة من عملية التطور ناتجة لعملية وصفها اصطفاء (الانتخاب) الطبيعى، وكذلك الصراع من أجل البقاء له نفس تأثير الاختيار الصناعى المساهم فى التكاثر الانتقائى للكائنات الحية.
لكن يبقى انجاز آخر يضاف إلى سجل العالم الراحل، إذ كشفت رسالة لصديقه أنه سبق زمنه فى تفسير كيف بدأت الحياة على كوكب الأرض، قبل أن تتوصل إليها العلماء بحوالى 150 عاما.
وبحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "bbc" فى رسالة خطّها لصديق له على عجل، بلور داروين فكرة بشأن الكيفية التى يحتمل أن تكون الحياة قد تشكلت بها على سطح كوكبنا، وبعد نحو 150 عاما كاملة على ذلك، تبدو الرسالة متبصرة على نحو لافت، بل وربما ذات طابع رؤيوى تنبؤى أيضا.
المعروف أن الدراسات الخاصة بأصل الحياة على الأرض لم تبدأ سوى فى خمسينيات القرن الماضي. فقبل حلول تلك الفترة، كان الكثير من العلماء يعتقدون أن الحياة ربما تكون قد بدأت فى المحيطات.
وكانت الفكرة التى تبناها هؤلاء فى هذا الشأن تتمثل فى أن الكثير من المواد الكيمياوية التى يشكل الكربون أساسا لها قد تشكلت على الأرض خلال مراحلها المبكرة، ثم ذابت فى المحيطات، لتتحول إلى مادة سميكة ومركزة، يُطلق عليها اسم "الحساء البدائي".
وقد طُرِحَت هذه النظرية فى عشرينيات القرن الماضى على يد عالم سوفيتى يُدعى ألكسندر أوبارين، وفى عام 1953، أوضح الطالب الأمريكى الشاب ستانلى ميلر إمكانية أن تتشكل الأحماض الأمينية، وهى اللبنات الرئيسية للبروتينات، فى هيئة تحاكى المحيط والغلاف الجوى البدائييْن.