رحل سيدنا عثمان بن عفان فى سنة 35 هجرية، بعدما انطلقت الفتنة الكبرى، وفى زمنه توفى عدد من الصحابة لم يكن الجميع على قدر واحد من الشهرة، حتى ان منهم من توفى ولم يعرف على التحديد تارخ وفاته، ما يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "فى ذكر من توفى زمان عثمان ممن لا يعرف وقت وفاته على التعيين":
أنس بن معاذ بن أنس بن قيس الأنصارى النجاري، ويقال له: أنيس أيضا، شهد المشاهد كلها رضى الله عنه.
أوس بن الصامت، أخو عبادة بن الصامت الأنصاريان، شهد بدرا، وأوس هو زوج المجادلة المذكور فى قوله تعالى: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } [المجادلة: 1]، وامرأته خولة بنت ثعلبة.
أوس بن خولى الأنصارى من بنى الحبلى، شهد بدرا وهو المنفرد من بين الأنصار بحضور غسل النبى ﷺ، والنزول مع أهله فى قبره عليه الصلاة والسلام.
الحر بن قيس، كان سيدا فى الأنصار، ولكن كان بخيلا ومتهما بالنفاق، يقال: إنه شهد بيعة الرضوان فلم يبايع، واستتر ببعير له وهو الذى نزل فيه قوله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِى وَلَا تَفْتِنِّى أَلَا فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُوا } الآية [التوبة: 49] .
وقد قيل: إنه تاب وأقلع فالله أعلم.
الحطيئة الشاعر المشهور.
قيل: اسمه جرول، ويكنى بأبى مليكة من بنى عبس، أدرك أيام الجاهلية، وأدرك صدرا من الإسلام، وكان يطوف فى الآفاق يمتدح الرؤساء من الناس ويستجديهم.
ويقال: كان بخيلا مع ذلك، سافر مرة فودع امرأته فقال لها:
عدى السنين إذا خرجت لغيبة * ودعى الشهور فإنهن قصار
وكان مداحا هجاء، وله شعر جيد، ومن شعره ما قاله بين يدى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فاستجاد منه قوله:
من يفعل الخير لم يعدم جوائزه * لا يذهب العرف بين الله والناس
خبيب بن يساف بن عتبة الأنصاري، أحد من شهد بدرا.
سلمان بن ربيعة الباهلي، يقال: له صحبه، كان من الشجعان الأبطال المذكورين، والفرسان المشهورين، ولاه عمر قضاء الكوفة، ثم ولى فى زمن عثمان إمرة على قتال الترك، فقتل ببلنجر، فقبره هناك فى تابوت يستسقى به الترك إذا قحطوا.
عبد الله بن حذافة بن قيس القرشى السهمي، هاجر هو وأخوه قيس إلى الحبشة وكان من سادات الصحابة، وهو القائل: «يا رسول الله من أبي؟ - وكان إذا لاحى الرجال دعى لغير أبيه -.
فقال: أبوك حذافة ».
وكان رسول الله ﷺ أرسله إلى كسرى، فدفع كتابه إلى عظيم بصرى، فبعث معه من يوصله إلى هرقل كما تقدم.
وقد أسرته الروم فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وفى جملة ثمانين من المسلمين، فأرادوه على الكفر فأبى عليهم.
فقال له الملك: قبل رأسى وأنا أطلقك ومن معك من المسلمين، فقبل رأسه فأطلقهم.
فلما قدم على عمر قال له: حق على كل مسلم أن يقبل رأسك، ثم قام عمر فقبل رأسه قبل الناس رضى الله عنه.
عبد الله بن سراقة بن المعتمر، العدوى صحابى أحدي.
وزعم الزهري: أنه شهد بدرا فالله أعلم.
عبد الله بن قيس بن خالد الأنصاري، شهد بدرا.
عبد الرحمن بن سهل بن زيد الأنصارى الحارثي، شهد أحدا وما بعدها.
وقال ابن عبد البر: شهد بدرا، استعمله عمر على البصرة بعد موت عتبة بن غزوان، وقد نهشته حية فرقاه عمارة بن حزم، وهو القائل لأبى بكر: - وقد جاءته جدتان فأعطى السدس أم الأم، وترك الأخرى وهى أم الأب - فقال له: أعطيت التى لو ماتت لم يرثها، وتركت التى لو ماتت لورثها، فشرك بينهما.
عمرو بن سراقة بن المعتمر العدوي، أخو عبد الله بن سراقة، وهو بدرى كبير، روي: أنه جاع مرة فربط حجرا على بطنه من شدة الجوع، ومشى يومه ذلك إلى الليل، فأضافه قوم من العرب ومن معه، فلما شبع قال لأصحابه: كنت أحسب الرجلين يحملان البطن، فإذا البطن يحمل الرجلين.
عمير بن سعد الأنصارى الأوسي، صحابى جليل القدر، كبير المحل، كان يقال له: نسيج وحده لكثرة زهادته وعبادته.
شهد فتح الشام مع أبى عبيدة، وناب بحمص وبدمشق أيضا فى زمان عمر، فلما كانت خلافة عثمان عزله وولى معاوية الشام بكماله وله أخبار يطول ذكرها.