تقول إحدى النظريات الفلسفية المعروفة بـ"تأثير الفراشة" إن "رفرفة جناح فراشة فى الهند قد يتسبب فى وقوع زلازل فى وكوارث فى أمريكا الجنوبية"، وهى ربما إشارة أو تفسير إلى أن أمرًا قد يبدو عديم التأثير أو محدود فى تأثيره، لكنه يبدو أكثر تعقيدًا مما نتصور، فيبدو أن قرار قد يخص مواطن يعيش فى لندن، يؤثر على حياة آخرين فى مصر، والمثال السابق حدث بالفعل.
يحتفل اليوم الكاتب البريطانى من أصل بكستانى سلمان رشدى، بيوم ميلاده الـ74، وهو روائى وكاتب حاز جائزة البوكر الدولية عام 1981م، وصلت شهرته إلى ذروتها مع رواياته الرابعة "آيات شيطانية" الصادرة عام (1988)، وكانت موضع جدل كبير، إذ أثارت احتجاجات المسلمين في عدة بلدان. ووصل الأمر أن واجه رشدي العديد من التهديدات بالقتل، بما في ذلك فتوى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني التي دعت إلى اغتياله في 14 فبراير من عام 1989.
الخمينى فى إيران أصدر قرار بتصفية سلمان فى بريطانيا، فكيف كان هذا القرار وراء قتل آخر فى مصر، ومحاولة قتل آخر باءت بالفشل؟
وبحسب كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للناقد الكبير رجاء النقاش، فإن جريمة الاعتداء على نجيب محفوظ لم تحدث فجأة، بل سبقتها مقدمات ودلائل تشير إلى وجود نوايا للاعتداء عليه من جانب الجماعات المتطرفة، وذلك بسبب موقفه المعارض لفتوى الإمام الخمينى بإهدار دم سلمان رشدى عقابا له على روايته "آيات شيطانية" التى اعتبرها تمس الإسلام ونبيه بسوء.
ويرى الكاتب الأردنى صالح القلاب، فى مقال له بعنوان: "رصاص نحو السماء!!" أن الهندى سلمان رشدي ومثله مثل الكاتب المصري فرج فودة ما تضمنه من جرأة في التصدي لأحداث التاريخ الإسلامي في فترة من الفترات كان سبباً لإغتياله برصاص التزمت والجهل في العام 1992.
وكما قال الكاتب الكبير محمد سلماوى في كتابه "مسدس الطلقة الواحدة: مصر تحت حكم الإخوان": "لقد كانت فتاوى الشيخ عمر عبد الرحمن هي المسئولة عن اغتيال عدد من كبار رجالاتنا، الذين كان آخرهم الدكتور فرج فودة، وقد لا يعرف البعض أنه هو الذى حرض أيضا على محاولة اغتيال الأديب العالمى نجيب محفوظ، وحين صرح بأننا لو لم نتهاون مع محفوظ حين كتب أولاد حارتنا، ما كان سلمان رشدى قد كتب "آيات شيطانية" فكان ذلك بمثابة فتى إهدار دم الرجل الذى كان قد تخطى الثمانين من عمره".