نشاهد، اليوم، صورة لـ النيشان فى أحد الحدائق العامة فى القاهرة بمناسبة المولد النبوى الشريف حوالى عام 1966م، وقد كانت الأعياد الشعبية فى مصر لها شكل خاص منذ بدأت، وكان النيشان فى هذه الأعياد جزء من ألعابها واحتفالاتها، وعلى ما أعتقد استمرت سنوات طويلة، وربما لا تزال حتى الآن فى بعض الموالد فى القرى.
ويحمل النيشان معنى بطولى وجانب مهم دال على الشجاعة الإنسانية وعادة ما يدخل في دائرة المباهاة، ولعل ظهوره في الأفلام، قد ساعد بشكل أو بآخر في انتشار هذه اللعبة.
وتاريخيّاً، دخلت الموالد الشعبية إلى مصر على أيدى الفاطميين، فى القرن العاشر الميلادي. وتؤكد الكثير من المراجع التاريخية والدراسات الأدبية مثل "موسوعة مصر القديمة" للمؤرخ سليم حسن، وكتاب "الموالد والتصوف فى مصر" لـ نيكولاس بيرخمان، أن الاحتفالات الشعبية بموالد الأولياء والقديسين امتدادٌ تاريخى لما كان يفعله قدامى المصريين فى احتفالاتهم بموالد الفراعنة والآلهة، والتى كان من أهم ملامحها تقديس صاحب المولد المحتفل به. كما تشير المراجع إلى أن الكرامات والخوارق المنسوبة للأولياء والقديسين تتشابه كثيراً مع ما يحكى عن معجزات وخوارق تنسب للآلهة المصرية القديمة.