صدر حديثا كتاب حكايات غطاس عجوز لـ الدكتور حسام ناصف، ضمن سلسلة أدب الرحلات، وسيشارك في معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته لـ 52 التي تنطلق يوم 30 يونيو.
والكتاب مجموعة من الأحداث الواقعية المثيرة التى مر بها المؤلف أثناء فترة احترافه العمل كغواص، وهى تؤرخ لفترة تسبق مرحلة تطور معدات وتدريب الغوص العميق والتقنى وتحكى مواقفا قد يعتبرها البعض مجازفات غير محسوبة، ولكن قراءتها قد يفيد ممارسى رياضة الغوص بإرشادهم إلى كيفية تجنب المخاطر.
وقد صيغت الأحداث على شكل قصص قصيرة معظمها غير مرتبط ببعض، والدكتور حسام ناصف، مواليد سنة 1956 وتخرج فى كلية الطب جامعة عين شمس فى سنة 1985 احترف الكثير من المهن كمدرب ومرشد غوص ومصور تحت الماء ومدير لمركز الغوص فى الغردقة وشرم الشيخ، وقام بتصنيع وتركيب العديد من غرف الضغط، وأخيرا تفرغ لعلاج حوادث الغوص فى البحر الأحمر.
ومما ورد فى الكتاب:
بدأت ممارسة الغوص فى أوائل الثمانينات ثم استهوتنى تلك الرياضة والفكرة فاتخذتها حرفة وتدرجت فى دراستها وممارستها ودراسة طب الغوص حتى صرت واحدا من الغواصين الذين تركوا بصمات على اللعبة وعلى معدلات السلامة المتعلقة بها، ولكنى أقر وأعترف أننى، كما كان الحال مع معظم أقرانى، كنت أتجاوز معدلات الأمان وأقترف الكثير من المخاطرات الجنونية فيما يتعلق بالأعماق ومخلوطات الغازات رغم حقيقة كونى من أكثر الناس علما بالمخاطر المتعلقة بممارسة تلك الرياضة وأعتبر واحدا من أكثر من شاهدوا وعاصروا وعالجوا حوادث الغوص المختلفة فى العالم، لكن جنون التحدى والمخاطرة كان وما زال يسيطر على الكثير من ممارسى هذه اللعبة خصوصا الذكور منهم.
وقد تعرضت فى سنوات ممارستى للغوص إلى الكثير من المواقف الحرجة القليل منها فى مواجهة حياة بحرية خطرة والكثير منها نتيجة لثقة زائدة أو سوء تخطيط أو عطل بالمعدات، وما زلت أعتبر نفسى من المحظوظين القلائل، فقد أراد الله تعالى أن ينجينى فلم يصبنى عجز أو مرض عضال ذو بال بينما فقدت الكثيرين من زملائى وأقرانى إضافة إلى من يجلسون بصفة نهائية على كراسى متحركة شفاهم الله وعفى عنهم وعافاهم.