ذهبت دراسة حديثة لضحايا الطاعون في العصور الوسطى بكامبريدج فى إنجلتر إلى أن العديد من ضحايا الطاعون لم يتم دفنهم في مقابر جماعية وبلا مبالاة، ولكن بدلاً من ذلك عوملوا برأفة ورعاية رغم الظروف.
واجتاح الموت الأسود أوروبا في منتصف القرن الرابع عشر ما أسفر عن مقتل حوالي نصف سكان القارة، وكانت المقابر الجماعية هى المستودع الوحيد لعلماء الآثار للحصول على عينات من ضحايا الطاعون في إنجلترا، ومع ذلك، أوضحت ورقة بحثية جديدة نُشرت في المجلة الأوروبية لعلم الآثار أن الباحثين لطالما اشتبهوا في أن معظم ضحايا الطاعون قد دُفنوا بشكل فردي تم تأكيد هذا أخيرًا، جاء لك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins
وأكد الباحثون، يتعارض هذا الاكتشاف مع الافتراض التقليدي بأن معظم ضحايا الطاعون تم التخلص منهم في حفر دفن جماعي.
وقد وصل الموت الأسود الوباء العالمى المدمر، الذى ضرب أوروبا وآسيا فى منتصف القرن الثالث عشر الميلادى، إلى أوروبا فى أكتوبر 1347، عندما رست 12 سفينة من البحر الأسود فى ميناء ميسينا الصقلى، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
قوبل الناس المتجمعون على الأرصفة بمفاجأة مروعة: معظم البحارة على متن السفن ماتوا، وأولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة يعانون من مرض خطير وأجسادهم مغطاة بالدمامل السوداء التى تنضح بالدماء والصديد.
وأمرت السلطات الصقلية على عجل بإخراج أسطول "سفن الموت" من الميناء، لكن الأوان كان قد فات، وعلى مدى السنوات الخمس التالية، قتل الموت الأسود أكثر من 20 مليون شخص فى أوروبا - ما يقرب من ثلث سكان القارة.
حتى قبل وصول "سفن الموت" إلى ميناء ميسينا، كان العديد من الأوروبيين قد سمعوا شائعات عن "وباء عظيم" كان يشق طريقًا مميتًا عبر طرق التجارة فى الشرقين الأدنى والأقصى، وفى أوائل أربعينيات القرن الرابع عشر، أصاب المرض الصين والهند وبلاد فارس وسوريا ومصر.