تمر اليوم الذكرى الـ703 على وقوع "معركة البيرة" فى غرناطة بين النصارى القشتاليين والمسلمين، وكانت نتيجة المعركة انتصار المسلمين، وهى واحدة من المعارك العظيمة التى دارت رحاها بين مسلمى غرناطة، آخر معاقل الإسلام بالأندلس العربية.
كانت المعركة بين القشتاليين النصارى الإسبان والمسلمين بقيادة أبى سعيد عثمان من أبى العلاء، عند هضبة إلبيرة على مقربة من غرناطة، والتى انتهت بنصر كاسح للمسلمين، فقد أعادت تلك الحرب ذكريات الانتصارات الأندلسية الأولى والخالدة.
عندما تولى السلطان أبو الوليد إسماعيل الأحمر عرش غرناطة عام 1313م، قام القشتاليين بمهاجمة غرناطة وقاموا بالاستيلاء على عدد من الحصون والقلاع، ثم التقوا مع المسلمين فى وادى فرتونة عام 1317م وهزموا المسلمين، فقام القشتاليين بتعديل وجهتهم وهجموا على غرناطة ظنا منهم أنهم سينتصرون، فزحفوا بجيشهم الجرار ومعهم فرقة متطوعة يقودهم أمير إنجليزي، فتقدم المسلمون من أجل التصدى لهم، وكان ذلك يوم العشرين من ربيع الآخر عام 718هـ الموافق الحادى والعشرين من يونيو عام 1318هـ، فقام أبو الوليد بالزحف ومعه جنوده البواسل.
نشبت معركة حامية فاز فيها المسلمون فوزا مستحقًا، وتم قتل عدد كبير من جنود القشتاليين، من بينهم القادة والأمراء وقُتل قائد الجيش الاسبانى الدون بيدرو، وتم وضع جثته فى تابوت على سور الحمراء تنويها بالنصر وتخليدا لذكرى المعركة وإذلال الأعداء، وقام المسلمون بأسر بضعة آلاف منهم ومن نجا منهم غرق بالنهر، وقام المسلمون برميها بآلات تشبه المدافع اليوم حتى استسلمت عام 1324هـ، وسار أبو الوليد بعدها إلى مرتش واستولى عليها عنوة، وغنم المسلمون مغانم كثيرة وعاد السلطان بعدها إلى غرناطة محملا بالنصر والغنائم الوفيرة.
كان انتصار "ألبيرة" قد أعاد الثقة للمسلمين فتكررت غزواتهم وانتصاراتهم وعادت الدولة الإسلامية فى الأندلس قوية واستولى السلطان على بياسة، ومن بعدها مرتش، وعاد إلى غرناطة ولم تكد تمضى على عودته ثلاثة أيام، وفى ٨ يوليو ١٣٢٥ اغتيل على يد ابن عمه، الذى حقد عليه لأنه ظفر بجارية حسناء فى معركة مرتش.