بعد افتتاح متحف الفن الحديث بدار الأوبرا، خلال شهر نوفمبر الماضى، وبعد 10 سنوات من الإغلاق بسبب أعمال الصيانة التطوير والتجديد، قدم عدد من الفنانين التشكيليين خطة لوضع السيناريو المتحفى الجديد، ومن بين الأعمال المعروضة فى البهو الرئيسى للمتحف لوحة فنية قديمة للفنان المصرى العالمى محمود سعيد والتى تعد من أهم الأعمال الفنية للفنان.
رسمت لوحة المدينة، عام 1937، مُستخدمًا خامة ألوان الزيت على التوال، وعبر من خلال الشخصيات التي تمحورت حولها اللوحة عن أحوال المدينة في ذلك الوقت، موضحًا من الخلف شكل البحر ليعكس أنها مدينة الإسكندرية، هذا بالإضافة إلى الملابس التي رسم بها السيدات كما عُرفوا قديمًا بها.
ويعد محمود سعيد، أشهر فنان تشكيلى عربى، وهو صاحب أعلى سعر للوحة لفنان فى الشرق الأوسط كله، انتمى للطبقة الارستقراطية فى القاهرة، والده محمد باشا سعيد، رئيس وزراء مصر فى فترة من أعقد فتراتها السياسية فى العشرينيات، ومحمود سعيد خال الملكة فريدة زوجة الملك فاروق.
وأصر والده على إن يدرس "سعيد" القانون وبالفعل درس القانون وانضم للنيابة العامة، وكان يمارس الفن طول فترة عمله بالقضاء، لكنه بعد ذلك اعتزل العمل فى القضاء تماماً وتفرغ للرسم وهو فى سن الخمسين.
وسر عظمة محمود سعيد ترجع إلى أنه رغم نشأته شديدة الأرستقراطية إلا أن أعماله كانت شعبية شديدة المصرية، فقد عمل على تمصير فن التصوير، وبعد دراسته على يد فنانين أجانب بالإسكندرية أشهرهم "زانييرى" الذى تاثر به فى بداية الأمر، إلا أنه تخلص تماماً من أسلوبه، وفى سنة 1947 كان له أسلوبه الخاص المميز المصرى وهذا ما ميزه عن باقى أقرانه من الرعيل الأول.