مذكرات عربجى.. ما القصة وراء كتابة الفنان سليمان لهذا الكتاب؟

تمر اليوم الذكرى الـ 129، على ميلاد الفنان الكبير سليمان نجيب، إذ ولد فى 21 يونيو عام 1892، وهو واحد من فنانى العصر الجميل، اشتهر بأدائه لدور الباشا طيب القلب، وقد عرف عنه إخلاصه لعمله وفنه، كما كان صاحب ثقافة رفيعة واطلاع واسع، ويجيد عدة لغات، وهو ابن الأديب الكبير مصطفى نجيب، وخاله هو السياسى الكبير أحمد زيوار باشا، الذى كان رئيسًا لوزراء مصر فى عشرينيات القرن السابق. وعرف عن الراحل أنه كان فنانا مثقفا، وكان يكتب المقالات فى مجلة "الكشكول" الأدبية تحت عنوان "مذكرات عربجى" حيث انتقد فيها متسلقى ثورة ١٩١٩م من السياسيين. وكان "نجيب" فى تلك المقالات، التى نشرت فى كتابا فيما بعد عام 1921، يريد أن يوضح أن "مصر" كانت دائما على موعد دائم مع الآكلين على كل الموائد، سارقى الثورات، الذين يتخذون الشعب مَطِيَّة لمطامعهم، فهذا اﻟ «عربجي» يضرب بسوطه أعناق انتهازيى السياسة المصرية عقب ثورة ١٩١٩م، فيذيع سرهم ويكشفهم أمام العامَّة بأسلوبٍ أدبى ساخر، يأسر العقل والروح، وهكذا يمضى منتقدًا مجتمع "القاهرة" وأخلاق شبابها وبناتها. وعلى قدر ما يحمل موضوع الكتاب من إثارة، تحمل أيضًا هُوية مؤلفه المزيد منها؛ فكاتبه الأديب والفنان المصرى "سليمان نجيب" نشره تحت اسم مستعار هو "الأسطى حنفى أبو محمود" الذى جعله يجوب شوارع القاهرة فى عشرينيات القرن الماضي، مرافقًا نخبة المجتمع، ورجال السياسة آنذاك. وقد أثار هذا الإنتاج الأدبى إعجاب المفكر والأديب "فكرى أباظة" فقدَّم له، ومدحه وأثنى على صاحبه بما يحمل من أصيل الأدب الشعبي. وأصل الحكاية أن الفنان "سليمان نجيب" اهتدى سنة 1919 إلى فكرة "تدوين يومياته" فى شوارع المحروسة، وضواحيها، وكانت تعتبر وقتها فكرة جديدة، وطريفة جدا، ومثيرة لإعجاب وشغف طبقات المجتمع المصرى على اختلافها، ونشرها مسلسلة على صفحات "مجلة الكشكول"، وحازت تلك الحلقات تفاعلا كبيرا بين القراء، ومسئولى المجلة، حيث يرد "الاسطى حنفي" على أحد الأدباء مرة، ومرة ثانية يرد على قراء، و ينوب عنه محرر المجلة فى الكتابة لإصابته فى حادث، وجاء فى "الكشكول": "نحن نأسف كل الأسف لما حلّ ببطل الحوذيين الأسطى حنفي، ونبتهل إلى الله أن يمن عليه بالشفاء العاجل، وأن يعاود كتابة مذكراته، فيخدم القرّاء بقلمه لا بكرباج". وقد حاول "سليمان نجيب" تلخيص مشاكل عصره بسلاسة وتشويق، وأغلب المشاكل التى تناولها، وسخر منها لا تزال موجودة إلى وقتنا الحالي، مع أنه كتبها فى عشرينيات القرن العشرين، أى منذ حوالى قرن تقريبا، وما زلنا نراوح فى مكاننا نفسه، ومشاكلنا عينها، وربما تعقدت أكثر من ذلك الوقت.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;