نلقى الضوء على كتاب "الفجوة الرقمية.. رؤية عربية لمجتمع المعرفة" تأليف الدكتور نبيل على والدكتورة نادية حجازى، والصادر عن سلسلة عالم المعرفة.
يقول الكتاب شاع استخدام مصطلح الفجوة الرقمية فى خطاب التنمية المعلوماتية ويقصد به تلك الهوة الفاصلة بين الدول المتقدمة والدول النامية فى النفاذ إلى مصادر المعلومات والمعرفة والقدرة على استغلالها.
وقد سادت وجهة النظر الغربية خاصة الأمريكية، خطاب "الفجوة الرقمية" مما دفعنا إلى القيام بهذه الدراسة من أجل رؤية عربية للتحديات التى تواجهها أمتنا العربية فى الانتقال إلى مجتمع المعرفة، وقد قامت هذه الرؤية على أساس من خبرة ممتدة إقليميا مصريا، وأضافت إليها المؤلفة خبرة عالمية من خلال إسهامها المباشر فى وضع استراتيجيات التنمية المعلوماتية لمجموعة الول الأفريقية.
وتقاسم المؤلف والمؤلفة الأفكار المحورية التى يشملها الكتاب، وقد اضطرا من أجل ذلك إلى مراجعة كم هائل من الوثائق المتعلقة بهذه القضية المتعددة الجوانب، وقد تناصفا مهمة إعداد المسودات، التى تخللها عديد من اللقاءات تولدت عنها معظم الأفكار الواردة فى الكتاب من خلال التفاعل المباشر بينهما الذى شهد جدلا ساخنا حول كثير من القضايا التى تناولها.
وقد تم تفريغ الفجوة الرقمية إلى ثلاث فجوات نوعية هى فجوة العقل، وفجوة التعلم وفجوة اللغة، التى تصب ثلاثتها فى فجوة اقتصاد المعرفة والأهم من كل هذا هو علامة الاستفهام الموضحة فى الشكل، فهى ترمز إلى الهدف ممن وراء هذا الكتاب والذى لم نقصد به إبراء الذمم. بل طرح رؤية واضحة وحلول مقترحة للعديد من المشاكل والتحديات وكثير منها يمثل قضايا خلافية لا سبيل إلى حسمها إلا بأن يجازف البعض بطرح رؤيته بوضوح، استثارة لفكر المعارضين قبل المؤيدين فالحلول الواقعية الناجعة للتحديات الجسام التى ينطوى عليها مجتمع المعرفة لا يمكن التوصل إليها من خلال استنفار العقود وحشد جميع القدرات.