نشاهد، اليوم، صورة تعود إلى مدينة أسوان فى سنة 1963 وفيها نرى لعبة المراكب الشراعية تصوير جورج جيرستر، ومع الصورة نشعر بروح مصر المروية بماء النهر.
كل الذين عاشوا على ضفاف النيل، مارسوا هذه اللعبة، ففى فترة من حياتهم أطلقوا المراكب الشراعية وراحوا يراقبون الريح يدفعها للبعيد وراحوا يتسابقون بها، هذه لعبة لا يعرفها سوى أبناء الماء، الذين يشاهدون المراكب فيقعون فى غرامها ثم يقررون أن يحولوها إلى لعبة لذا يصنعون مراكبهم الصغيرة ويلعبونها.
بعيدًا عن تحول كل شىء في زماننا إلى الريموت كنترول، دعونا نفكر فى ألعاب زمان، عندما كانت اللعبة تتم صناعتها أمام عينيك، وكانت لها علاقة مباشرة بالبيئة وما فيها، فكل بيئة تفرز ما يتناسب معها وكانت المراكب الشراعية ابنة النيل.
عادة كانت هذه اللعبة مثيرة للمرح أكثر من فكرة السباق ومن يفوز ومن يخسر، وقد كان حالها أحوال كما يقولون فمنها من يكمل جريانه على الماء ومنها من يغرق فى خطواته الأولى ومنها من تسمح بهداوة ومنها من يجنح بعيدا فلا يمكن إعادته مرة أخرى.