نشاهد، اليوم، صورة للإمام الشهير محمد عبده (1849- 1905)، والذى يعد واحدا من أبرز شخصيات مصر فى العصر الحديث، نظرا لما قدمه من أفكار مجدده فى الفكر الإسلامى.
ولد محمد بن عبده فى قرية (محلة نصر) إحدى قرى مديرية البحيرة بالريف المصرى، وكان أبوه صاحب مكانة ملحوظة فى القرية.
وبعد إتمام حفظه للقرآن الكريم أرسله والده إلى طنطا لاستكمال تعليمه، فعجز عن استيعاب العلوم والمعارف نظرا لأسلوب التدريس القديم، لكن أبيه أصر على تعليمه ما أدى به إلى هروبه إلى خاله الذى أثر كثيرا فى حياته، فزرع الزهد والتقوى فى قلب محمد عبده وحبب إليه دراسة الدين.
وكان محمد عبده ينتمى لتيار حركة الإصلاح والمحافظين، والذين يرون أن الإصلاح يكون من خلال نشر التعليم بين أفراد الشعب، والتدرج فى الحكم النيابى.
وكان له العديد من المؤلفات فى الإصلاح الدينى تتمثل فى رسالة التوحيد، الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية، العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغانى، بالإضافة إلى عدد من أعماله وهى تحديث الأزهر الشريف، وإصلاح المحاكم الشرعية، وتفسير القرآن الكريم بعيدا عن التقليد، وبما يوافق روح العصر، ولكنه لم يتم العمل فيه، حيث وافته المنيّة.
وعمل الإمام بعدما تخرج من الأزهر الشريف، مدرساً للتاريخ فى مدرسة دار العلوم، وعقب الثورة العرابية، وبالتحديد فى عام 1886م، عمل فى المدرسة السلطانية، وفى سنة 1889م عين قاضياً بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم ارتقى إلى منصب مستشار فى محكمة الاستئناف عام 1891م، وفى 3 يونيو عام 1899م عين فى منصب المفتي، وفى 1890م عين عضواً فى مجلس شورى القوانين.
ورحل الإمام محمد عبده عن عالمنا يوم 11 يوليو من عام 1905م، بالإسكندرية بعد معاناة من مرض السرطان ودفن بالقاهرة.