نشاهد، اليوم، صورة للزعيم المصرى أحمد عرابى (1841 – 1911) الزعيم الكبير الراحل أحمد عرابى، قائد الثورة العرابية ضد الخديوى توفيق، والمعارض الأبرز للاستعمار البريطانى، فترة دخول الاحتلال مصر؟
عاش عرابى آخر أيامه فى مصر غريبا، بعدما عاش 19 سنة فى منفاه بعيدا عن وطنه، عاش فقيرا مكروها من الأجيال الجديدة التى سمعت لأقوال الكارهين للزعيم والمنتفعين من الخديوى عباس نجل توفيق السبب الرئيسى فى الاحتلال، والذى رمى بفعلته بباطل على أحمد عرابى.
المؤرخ محمود الخفيف يذكر فى كتابه "أحمد عرابى الزعيم المفترى عليه"، أن عرابى عاد بعد 19 سنة فى المنفى، وكان الإنجليز تمكنوا من كل شىء فى البلاد، وكان دعاة الإنجليز وألسنتهم يلقون فى روع الناس أن حركة عرابى لم تكن إلا عصيانا أهوجا بعثه الطموح الشخصى، وثبت فى أذهان ناشئة الجيل الذى أعقب الاحتلال أن عرابى هو سبب النكبة وأن "هوجة" عرابى هى التى جلبت الاحتلال.
فى هذا الجو الكئيب عاد عرابى، فلم يجد أحدا من الجيل الناشئ يذكره ويذكر ثورته إلا بالسوء من القول، ولولا بقية ممن شهدوا الثورة وعرفوا حقيقة أمرها، ما لقيه فى مصر أحد.
عاد عرابى من منفاه إلى السويس، وهناك رفض محافظ البندر استقبالهم وأنكرهم، فكتب عرابى إلى قائم مقام الحضرة الخديوية، فكتب إلى مصلحة السكة الحديد بحجز صالون لنزول عرابى ورفاقه وعائلتهم من السويس إلى القاهرة على نفقة الحكومة، وكان ذلك فى الأول من أكتوبر عام 1901.