نلقى الضوء على رواية "على وَشَك" للكاتبة حنان طلعت، والصادرة عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، وتدور الرواية فى إطار من التشويق الذى أجادت "حنان طلعت" حبكته، فأمسكت بخيوط القصة، وراحت تقودنا نحو النهاية غير المتوقعة.
تدور الرواية حول يوسف، كاتب روائى مشهور، قرر أن يلبى نداءً، ولو شئنا الدقة "رؤيا" تطارده حتى تحكمت فى نومه ويقظته، هذه الرؤيا تخبره بأنه سينقذ فتاة من الغرق، لذا سافر إلى الإسكندرية فى الشتاء، ورغم ظروف الطقس الصعبة لحق به أصدقاؤه، وهناك قرر الأربعة، من باب قتل الوقت، أن يشتركوا جميعا فى كتابة رواية، وبالفعل راح كل واحد يسرد جزءا من قصة "ميرا"، حتى طرقت "مريم" الباب بسبب المطر، وشاركتهم الكتابة، وتوالت المفاجآت، التى تقودك لقراءة الرواية حتى النهاية كى تعرف ما جرى.
وتنتمى رواية "على وشك" للروايات التى تقوم على فكرة إيجاد جزء غامض فى الحياة المحيطة بنا، ثم الكشف عن تفاصيله جزءا جزءا، ولكن كما نعرف جميعا، لا تأتى الكتابة فى هذا الشكل الأدبى على درجة واحدة من الإبداع والجمال، حيث تتفاوت الكتابة حسب قدرة الكتاب وموهبتهم، ولكن كتابة حنان طلعت ظهرت فيها جودة واضحة ورسم للشخصيات مميز، مما عمل على منح النص الروائى عمقا يتعلق باختلاف طرق التفكير التى نجدها بين الأصدقاء.
وهناك زاوية أخرى تلفت الانتباه فى الرواية، هى ما يتعلق بالتنظير لفن الرواية، فبجانب أن الأصدقاء يكتبون رواية ونحن نقرأها معهم، نجد بينهم حوار دائم عن فن كتابة الرواية، حيث يتحدثون عن الفكرة وعن رسم الشخصيات وحتى عن النهاية، والغرض من الرواية ومن كتابتها، وغير ذلك الكثير.
إن رواية "على وشك" سوف تشغلك بالقراءة، وحتما ستفكر بعد انتهائها فى مصائر الأبطال، وما الذى سيفعلونه بعد ذلك فى هذه القصة الإنسانية جدا.